الشهيدة بربارة... عروس المسيح : جميلة ما رأت في الكون جمالاً وإبداعاً إلا من خلال خالقه،
غنيّة وما أغراها لا مال ولا جاه،
ذكيّة عرفت كيف تعبّد الطريق نحو عريسها السماوي الذي يفوق كلّ عريس على الأرض، فتأمّلت في الكون وبحثت عن مبدعه.
تعلّمت المبادئ المسيحية على يد معلّمها "فالنتيانوس"
فآمنت وقبلت سرّ العماد المقدّس ونذرت بتوليّتها للرّبّ بالسرّ عن والدها الوثني
والغني الذي حبسها في برج حصين محاط بالأصنام
التي لم تخف أن تحطّمها بعد تعمّقها في أسرار الحياة الأبدية وتجَسُّد المسيح وافتدائه للبشر.
عاقبها والدها طارحاً إياها في قبو مظلم لم تنره سوى حرارة إيمانها التي ثبّتتها في المسيح في وقت الشّدّة.
هربت فاعترضها والدها وساقها إلى الوالي الذي أمر بجلدها فتمزّق جسمها،
تحمّلت الآلام بصمت وسجنها برجاء لأنّ عريسها ربّ الحياة والموت يسوع المسيح قد ظهر لها
وضمّد جراحها وذهبت لتلاقيه في سمائه بعد أن أمر الوالي بقطع رأسها، وما كان من الوالد سوى أن نفّذ الحكم بيديه،
لترتفع روح القدّيسة إلى أحضان الآب وتصبح الشهيدة بربارة عروس المسيح.