الخميس، 26 سبتمبر 2013

إبراهيم جوهرى سلطان القبط

إبراهيم الجوهرى سلطان القبط

لم يقم بين القبط ملكاً أو أمبراطوراً أو سلطاناً ولكن اطلق على أبراهيم جوهرى أسم سلطان القبط لأنه ليس لأنه أصبح سلطانا له مملكة أرضيه ولكن كان رعاياه من الفقراء والمعوزين وخواصه وأمراء مملكته من الأيتام والأرامل وكل من له أحتياج , السلطان عند القبط هو الذى عنوان حياته من يدك أعطيناك يعطيه الرب فيعطى إلى الآخرين ولم يطلق لقب سلطان القبط فى العصر الحديث ولكنه وجد منقوشاً منذ القديم على حجاب أحد الهياكل فى كنيسة بدير الأنبا بولا الذى عمراه هذا الأرخن الكبير من ماله الخاص , كما يبينه لنا أيضاً القطمارس المحفوظ بالدير
كان يطلق على الكتبة وكبار رجال الحكومة لقب معلم فى زمن الإحتلال العثمانى يساعدهم المماليك فى حكم مصر , ومن عظماء هذا العصر الأرخن العظيم (1) المعلم أبراهيم جوهرى وأخوه المعلم جرجس جوهرى وهم من مشاهير الأقباط الذان شغلا مناصب هامة فى جيلهما كما إستطاعا الإحتفاظ بتواضعهما ومحبتهما للرب والكنيسة ولفقراء الأقباط من القبط وغيرهم .
وتتميز الأمة القبطية عما عداها من الأمم فى أنها تنظر إلى العظماء نظرة مختلفة , فهم ينظرون إليهم بنجاحهم فى العالم وتقدمهم فى الفضائل الدينية , لهذا وضعتهما الكنيسة فى مصاف القديسين بالرغم من أنهما علمانيين لأنهما أرضيا الرب بأعمالهما الصالحة وعطائهما الوفير وإحتمالهما وصبرهما على التجارب والشدائد الذى جربهما بهم الشيطان فى العالم لأن القداسة ليست مقصورة على من يلبسون ذى معين او فى درجه وظيفية كبيرة سواء أكانت دينية أو دنيوية ولكنها عامة لهؤلاء الذين ينفذون كلام الإله وهذه دعوة عامة للجميع لى ولك من الرب يسوع ذاته.
والفضيلة البارزة التى وضحت فى حياة هاذين الشخصيتين هى العطـــاء وعمل الرحمـــة , وهناك أيات كثيرة تحث على رحمة الفقير والعطاء ويقرأها كثير من الناس ويحفظها آخرين عن ظهر قلب ولكن الذى ينفذ هو يرث الملك المعد له منذ تأسيس العالم : " 34 ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 35 لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. 36 عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. 37 فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ 38 وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ 39 وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ 40 فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ." ( متى 25 : 34 - 40)
لقد طبقا هذان الأرخنان العظيمان جميع الوصايا الإلهية السابقة فى منطقة مصر القديمة وغيرها من أنحاء مصر فكانا ينظران إحتياجات الكنائس والفقراء ولهما عليها أيادى بيضاء , وقبرهما ما زالاً عندنا حتى هذا اليوم بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بمصر القديمة .

المعلم إبراهيم جوهرى - كبير المباشرين (2) (رئيس الوزراء)

نشأ المعلم إبراهيم جوهرى من أبويين فقيرين متواضعين , وكان أسم والده يوسف الجوهرى , وكان عمل أبوه فى صناعة الحياكة فى بلدة قليوب (3) وكان من المعتاد فى ذلك الزمان أن تورث العائلة الصنعة إلى بنيها ولكن كان أبواه مملوئين نعمة وإيماناً فربياة تربية مسيحية فى كتاب البلدة فتعلم الكتابة والحساب واتقنهما وتفوق فيهما على أقرانه لذكائة الخارق , وأصبح فيما بعد كاتباً (محاسباً وجامعاً للضرائب لأحد أمراء مصر الكبار )

محبته للعطاء بالرغم من فقره

وكثيراً ما كان ينسخ (يكتبها بخط يده تسمى اليوم مخطوط ) الكتب الدينية وتقديمها إلى الكنائس المختلفة التى تحتاجها على نفقته الخاصة , وعندما كان ينتهى من نسخ كتاب من الكتب كان يذهب به إلى كنيسة القديسة العذراء مريم المغيثة بحارة الروم البابا يؤنس الثامن عشر البطريرك الـ 107 الذى جلس على الكرسى البطريركى منذ سنة 1486 إلى 1512 ش التى توافق 1770 م - 1796 م وكانت عطاياه من نسخ الكتب كثيرة خاصة أن نفقاتها كانت كبيرة فى ذلك الوقت فإستفسر منه عن مورد مصاريفه التى يصرفها على نسخ هذه الكتب وتجليدها , فكشف له إبراهيم الجوهرى عن حاله , فسر البابا من غيرته وتقواة وعطاياه السخية وقربه إليه وباركه قائلاً إليه : " ليرفع الرب إسمك , ويبارك عملك وليقم ذكرك إلى الأبد " وتوثقت العلاقة بينهما منذ ذلك الوقت .

تدرجــه فى الوظـــائف

عمل إبراهيم جوهرى فى البداية فى وظيفة كاتب عند أحد أمراء المماليك , ثم توسط له البابا لدى المعلم رزق رئيس الكتاب فى هذا الوقت فإتخذه كاتباً خاصاً وأستمر يعمل مع المعلم رزق ثم صار رئيس للكتبه وبالغ إبراهيم فى إنكار ذاته وإظهر تواضع وعكف على صنع الخير لجميع الناس بدون تمييز بين أهل الأديان فذاع صيته وكسب محبة الجميع وسمع به على بك الكبير الذى ألحقة بخدمته , ولما حكم محمد بك أبو الدهب مشيخة البلاد (حاكم البلاد) بعد مقتل على بك الكبير وعندما مات المعلم رزق رئيس المباشرين أخذ مكانته المعلم إبراهيم الجوهرى وأصبح رئيساً للمباشرين وأحد عظماء عصره , ثم مات أبوا الدهب وخلفة فى حكم البلاد إبراهيم بك ومراد بك ظل المعلم إبراهيم الجوهرى فى منصب رياسة كتاب القطر المصرى وهى أسمى وظيفة حكومية وصل إليها قبطى فى ذلك العصر .

حيـــاته العائلية


تزوج المعلم إبراهيم من إحدى قريباته وهى سيدة فاضلة تقية فشاركته فى تجاربه وقوة إيمانه وساعدته فى أعمال البر والإحسان وشجعته على تعمير بيوت الناس وبيوت العبادة ورزق منها بأبناً أسماه يوسف وأبنة أسماها دميانة وكبر يوسف فى خير أبيه وعزم إبراهيم الجوهرى أن يفرح بابنه ويزوجه فأعد داراً كبيرة وجهزها بأفخر المفروشات الحريرية وغيرها وأثمن الأوانى والأدوات , وأستعد لحفلة الزفاف ولكن شاءت الإرادة الإلهية أن تأخذ أبنه الوحيد قرة عينه قبل إتمام الزفاف , لعله كان مجرباً مثل أبينا إبراهيم أب الاباء , وحزن حزناً شديداً فأغلق المعلم إبراهيم البيت الذى أعده لأبنه على ما فيه من تحف .

تعزية الأنبا أنطونيوس له ولزوجته
(4)

ولم يرد المعلم إبراهيم جوهرى سائلاً من الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وكان يصنع لهم الولائم وأفرط يده فى سخاء وأرسل للرهبان الفقراء زاداً ومعونة فى الأديرة وأختطف الرب أبنه الوحيد وأنتقل من المساكن الأرضية غلى المساكن السمائية فحزن الرجل حزناً شديداً أما زوجته فقد أفرطت فى الحزن وألبست كل واحد فى بيتها ملابس الحداد ولم تخلعه لمدة طويلة , ولما جاء ميعاد إرسال مؤونة الأديرة قالت له أمرأته : " كيف تهتم بالكنائس والأديرة والفقراء والرب لا يحفظ لنا وحيدنا لنتمتع به " فوافقها وأمتنع ولم يقدم شيئاً ولم تتركه السماء فى حزنه الشديد فظهر الأنبا أنطونيوس أب الرهبان لزوجة المعلم أبراهيم وقال لها : " إعلمى يا إبنتى أن الرب أحب ولدك ونقله إليه شاباً لحكمة قصدها لحفظ أسم المعلم إبراهيم الجوهرى نقياً , وهذا خير جزاء من الرب لزوجك الذى يحبه الرب ليره وتقواه "
ولما أخبرها بهذا الكلام تركها وظهر للمعلم إبراهيم نفسه وكان نائماً فى مكان آخر فى المنزل وكرر عزاءه برسالته الإلهيه إلي إبراهيم الجوهرى بنفس الكلام الذى قاله لأمرأته كأن هذا تأكيداً وتوكيداً من الرب الإله نفسه .
وبعد فترة أستيقظت الزوجه وذهبت إلى زوجها تخبره بما رأت فى الحلم وإذا بزوجها يخبها بنفس ما قاله الأنبا أنطونيوس فخلعا ملابس الحزن ولبسا الملابس العادية ولكنهما تركا بيت ولدهما مقفول كما هو .

حملة عسكرية عثمانية من الأسيتانة

وكان أبراهيم بك ومراد بك أمير الحج قد عصيا على الأسيتانة ولم يعترفا بالباشا الذى ارسله السلطان العثمانى وحكما مصر فأرسل السلطان جيشاً بقيادة حسن باشا قفطان (قبطان) سنة 1199 هـ فقاتل كل من أبراهيم بك ومراد بك وإنهزما منه فهربا إلى الصعيد وهرب معهما إبراهيم جوهرى وبعض الأمراء والكتاب ودخل حسن باشا إلى القاهرة ونهب بيوت الأمراء والمماليك وإضطهد المسيحيين ومنعهم من ركوب الدواب المطهمة , ومن إستخدام المسلمين لبيوتهم , ومن شراء الجوارى والعبيد , وألزمهم بشد الحزمة (الزنار) وتسلط عامة المسلمين والغوغاء عليهم وإختفى القباط فى بيوتهم اياماً .
وأرسل حسن باشا فى طلب قاضى القضاة وأمره ان يحصى تركة إبراهيم الجوهرى وما أوقفه على الكنائس والأديره من املاك وأطيان وبسبب هذه الأوامر إضطرت زوجة إبراهيم الجوهرى إلى الإختفاء وإختفت زوجة المعلم إبراهيم فى بيت أحد أصدقائه وأسمه حسن اغا , ووشى بها أحد ناكروا الجميل والإحسان من الأشرار وأحضرها حسن باشا امامه وأجبرها على الإعتراف بكل ممتلكات زوجها فنهبها بما فيه بيت أبنها المتوفى يوسف أبن ابراهيم الجوهرى فأخرجوا منها أمتعة وأوانى ذهب وفضة وسروج وغيرها وبيعت بأثمان عالية وقد أستغرق بيعها فى المزاد اياما لكثرتها الذى ظل مقفولاً بعد موته وأفرج عنها وكانت فى رعب وخوف عظيمين لأنها لم تتعرض فى حياتها مع زوجها فى مثل هذا الموقف .
وأمر حسن باشا قاضى القضاة إحصاء ما أوقفه المعلم أبراهيم الجوهرى على الكنائس والديرة من اطيان واملاك وغير ذلك , ورأى قاضى القضاة أن حسن باشا يريد المال فقط فإستدعى إليه المعلم أبراهيم الذى صالحه على مبلغ كبير من المال , فأصدر حسن باشا بالأمان للنصارى وعدم التعرض لهم بمكروه , ولكن عادت عساكر السلطان العثمانى بالخطف وطلبوا من الأقباط غرامات كبيرة قدرها 75 ألف ريال نقرة وأمروا بأحصاء دورهم وأملاكهم وقرروا عليهم أجره تدفلخزينة السلطان وأخيراً أستقروا على غرامة أخرى قدرها 50 ألف كيس (4) , فضاقت الدنيا على الأقباط وباع كل واحد ما عنده من غالى ورخيص وأضطروا إلى بيع ملابسهم الخاصة , كما قرروا على كل شخص أن يدفع مبلغ دينار بلا فرق بين غنى وفقير , هذا خلاف ماالجزية والضرائب الفادحة على المنازل , وذهب المسلمين غلى الديرة وأخذوا كل ما وجدوه فيها , وقبض على المعلم واصف أحد كبار القبط ورئيس الحسابات فى مصر فجلده وحبسه وطالبه بالأموال , وكان المعلم واصف كاتباً حاسباً عاقلاً حاد الذهن وقاد الذاكرة وكان يعرف اللغة التركية حق المعرفة (5)
ولما أستمر حسن باشا فى طغيانه أستدعى إلى الأسيتانه وما أن بارح مصر حتى عاد إبراهيم بك ومراد بك إلى القاهرة ودخلاها بسهوله فى 7 أغسطس سنة 1791م وحكما البلاد كما كانا وبعودتهما عادت السلطه إلى إبراهيم جوهرى كرئيس المباشرين (رئيس الكتبه يعادل رئيس الوزراء اليوم) مستأنفاً عمله كما كان من قبل معهما ومارس عمله الخيرى مع الفقراء والمساكين وبناء الكنائس وتعميرها .

من الذى اطلق على المعلم أبراهيم الجوهرى سلطان مصر

يقول السنكسار القبطى (6) : " وقد اطلق عليه الناس لقب "سلطان الأقباط" كما دل على ذلك نقش قديم على حجاب احد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقى , والكتابة المدونة على القطمارس المحفوظ فى هذا الدير أيضاً "
وكان يعد الولائم الكبيرة للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام , وذات مرة شعر أن خدمه قصروا فى إستكمال ما يجب وإستهانوا بالفقراء , وكنت الوليمة التى أقامها فى كنيسة السيدة بربارة بمصر القديمة فوبخهم توبيخاً شديداً قائلاً لهم (7) : " إن هؤلاء الفقراء ضعفاء فيجب علينا أن نواسيهم ونطيب ونجبر خواطرهم الكسيرة ببعض ما نملك من نعم الرب , ومخلصنا لم يأمرنا بالإهتمام بالأغنياء بل بالمساكين الذين ليس لهم طاقة فى أيديهم أن يكافئونا عما نعمله من الخير لكى يتولى هو مكافأتنا بالأجر السمائى فى اليوم الأخير "

إبراهيم جوهرى يستصدر فتوى من الشيوخ بالسماح بإعادة بناء الكنائس

كانت كل محبة المعلم إبراهيم جوهرى هو تعمير الكنائس وألأديرة وإصلاح ما دمرته يد الظلم ألإسلامى , وبواسطة نفوذه الحكومى , وما له من أيادى بيضاء على الحكام المسلمين , تمكن من إستصدار الفتاوى الشرعية بالسماح للأقباط بإعادة ما تهدم من الكنائس والأديرة , وأوقف الأملاك الكثيرة والأراضى والأموال لأصلاح ما خرب منها , وقد بلغت حجج الأملاك 238 حجة مدونة فى كشف قديم محفوظ بالدار البطريركية .
وذكر نيافة الأنبا متاؤس (8) أن : " هذه الوقفية من نسختين بخطين مختلفين ممضيتين بتوقيعهما وختميهما - فينطق ختم المعلم إبراهيم جوهرى : " ياقاضى الحاجات وكافى المهمات ؛ إبراهيم الجوهرى"
فينطق ختم المعلم جرجس جوهرى : " ولو لم يقرأ هنا " ... عبده جرجس جوهرى
وعلى إحدى الوقفيتين التأشير من غبطة الأب البطريرك الحالى للمتنيح القمص تادرس مينا أنظر صورة التوقيعات والأختام للوقفيات على الجانب .
وفى الجانب صورة من إحدى وقفياته منقولة من كتاب نوابغ الأقباط ص 273
وذكرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى (9) عن أمر خطاب موجود كتبه المعلم أبراهيم جوهرى (باللغة التركية) أرسل إلى السلطان لأثبات حق دير شعران بعد أن أوضح موقع الدير وألفدنة التابعة له المطلوب الكشف عليها وهذه صورته " أمضاء السلطان محمود - رزقة دير شعران بموجب تربيع سنة 933 بناحية معصرة دير شعران بولاية الأطفيحية (خط ديوانى تركى) 12 فداناً و 12 قيراطاً - القبلى ينتهى إلى المعصرة المعروفة قديما بطوغان - البحرى إلى الطريق الموصل إلى المعصرة - الشرقى إلى الترعة الدايرة من ديوان الجيشى - الغربى إلى البحر الأعظم - بتاريخ 31/ سنة 1214 م
إن حجة الرزقة المذكورة 12 فدانا ونصف فدان مستخرجة من الدفتر المقيد به كالمبين أعلاه , وذلك طبقاً لما هو موجود فى تقرير حجة النظارة ناظر الدير المذكور وهذه صورة طبق الصل صار تحريرها , والأمر والفرمان لمن يهمة الأمر . صاحب الدولة والسعادة سلطانى .. أدام الله بقائه .
الداعى لتقديمه هو أنه لدير شعران الكائن بالقرية المسماة بهذا الأسم التابعة للمعصرة بولاية الأطفيحية بمصر أطيانا صالحة للزراعة مساحتها 12 فداناً ونصف فدان .
وحيث أنه يقتضى الكشف على أطيان هذه الرزقة فالمرجوا من الحضرة السلطانية التكرم بأمر التأشير على كشف الدير المذكور من محل الإختصاص بما يطابق تقرير الحجة الموجودة تحت يد ناظر الدير المذكور .
والأمر موكول للحضرة السلطانية أفندم ............. غبدكم معلم إبراهيم جوهرى
ويعلق المؤرخ كامل صالح نخلة (10) قائلاً : " كان المعلم إبراهيم جوهرى رئيساً لكتاب القطر المصرى فى عهد إبراهيم بك شيخ البلد , وهذه الوظيفة كانت أكبر وظيفة حكومية فى ذلك الوقت , ولما أرتفع مقامه فى الحكومة أستثمر محبته فى نفوس الولاة ورجال القضاء الشرعى فأستصدر الفتاوى بترميم ما تهدم من الكنائس والأديرة , وكان ينفق على هذه الترميمات والتعميرات من ماله الخاص "
نور لا يموت , وقنديل لا يطفئ
وتقول المؤرخه أيرس حبيب المصرى (11) : " أنه حدث سنة 1942 م أن أرادت جمعية أسمها " جمعية للسيدات القبطية لتربية الطفولة " أن تحصل على أذن من المجلس الملى العام ببناء مدرسة على أرض فسيحة تقع ما بين كنيسة السيدة العذراء - قصرية الريحان - وكنيسة مار جرجس بمصر العتيقة , وقد حصلت على الأذن فعلاً , وقد تبين لها أن الأرض من الأوقاف التى وهبها أبراهيم الجوهرى للكنيسة , وقد جاء فى حجة الوقف تعبير رائع عن وجوب أستمرار العطية وهو : " نور لا يموت , وقنديل لا يطفئ "

تفسير ليوحنا ذهبى الفم

وقال نيافة الأنبا متاؤس (12) : " وقد اطلعنى غبطة البابا على نسخة بالليقة الذهبية والفضية والخط الجميل من تفاسير ليوحنا ذهبى الفم فى مكتبته الخاصة المهمة وقال أن البطريرك والمعلم إبراهيم جوهرى وأخاه إهتموا بجمع تفاسيره ومؤلفاته التى لما بحثوا عنها فى جميع الأديرة ولم يجدوها أضطروا لأن يحضروا مترجماً عالماً باليونانية والعربية "

كيف حصل إبراهيم جوهرى على إذن إقامة الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية :

وكان الحصول على ترخيص ببناء كنيسة أو أن يقوموا بإصلاح وترميم ما تهدم من الكنائس القديمة فى زمنه أمراً غاية فى الصعوبة من الهيئة الحاكمة , وحدث أن إحدى الميرات جائت من الأسيتانة إلى مصر لقضاء مناسك الحج , فإهتم المعلم إبراهيم بأمرها وأدى ما تريده من خدمات وواجبات لراحتها على أكمل وجه كما قدم لها الهدايا النفيسة إليها , فأرادت مكافئته وإظهار أسمه لدى السلطان فإلتمس منها السعى فى إصدار فرمان (أمراً) سلطانى بالترخيص له ببناء كنيسة بالأزبكية , حيث يوجد محل سكنه , كما قدم لها بعض الطلبات الأخرى الخاصة بالأكليروس , فأصدر السلطان أمراً بذلك , وإلتمس منها أشياء أخرى منها رفع الجزية عن الرهبان وأشياء أخرى , وبعد ذلك أشترى المعلم إبراهيم جوهرى محلات وهدمها وبدأ البناء فيها ووضع الأساسات فى قطعة كبيرة من الأرض التى إمتلكها ولكن عاجلته المنية قبل الشروع فى بناء الكنيسة فأتمها أخوه المعلم جرجس الجوهرى وأصبحت المقر الباباوى حينما قرر البابا مرقس الثامن (1796 م - 1809 م) أن تصبح هذه الكاتدرائية الكبرى المرقسية الكبرى بالأزبكية وبنى بجوارها المقر الباباوى وكانت قبلاً فى كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم ,
وفى يوم الأحد 5 توت سنة 1517 للشهداء التى توافق 1800م قام البابا مرقس الثامن بتدشين الكنيسة المرقسية الكبرى فى الأزبكية ومعه ومعه جمع من الآباء الأساقفة والكهنة والشعب ,

المعلم إبراهيم جوهرى أنشأ كنيسة خاصة بالموظفين قبل الذهاب إلى أعمالهم

وحدث أن المعلم إبراهيم جوهرى كان يوماً يصلى فى كنيسة أبى سيفين بحارة زويلة فأرسل شخصاً إلى القمص إبراهيم عصفور كاهن كنيسة القلاية (المقر الباباوى) يقول له : المعلم إبراهيم يطلب منك الإسراع فى الصلاة ليتمكن من اللحاق لعمله " فرد عليه القمص بصوت مسموع : " المعلم فى السماء والكنيسة للرب وليست لأحد فإن لم يعجبه فليبن كنيسة أخرى "
وبدلا من أن يغيظه هذا الكلام سر منه وأبتهج وقام المعلم إبراهيم جوهرى بإنشاء كنيسة صغرى بأسم الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بجوار كنيسة العذراء الكبرى بحارة زويلة , وخصصت الكنيسة الصغرى للموظفين الذين يعملون فى الحكومة من حضور القداس معه فيها , بما يتفق ومواعيد العمل فى مصالحهم وكان ميعاد القداس مبكراً يوم الأحد وبعد بنائها قال له القمص : " أسجد للرب شاكراً الذى وجه غضبك لبناء كنيسة أخرى فزادت بها ميزان حسناتك وكنت أنا السبب " .
وباب هذه الكنيسة من الناحية البحرية وبابها فى الخورس الأخير من صحن كنيسة العذراء ,
وتوجد لوحه صغيرة على بابها مكتوب ما يلى :-

كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين
أنشأها طيب الذكر المرحوم المعلم إبراهيم جوهرى
سنة 1490 ش 1774 م
فى عهد خالد الذكر البابا يؤنس البطريرك 107
مساحة صحن الكنيسة 13,5 م من بحرى إلى قبلى - 8 م من غرب إلى شرق حتى حجاب الهيكل , وفى صحن الكنيسة 7 أعمدة رخامية تيجانها متقنه الصنع جميلة الشكل , كما يوجد أنبل خشبى صغير يقع فى الوسط من الناحية البحرية , وموضوع فاصل خشبى ليفصل بين الرجال والسيدات يبدأ من جوار الأنبل أثناء الصلاة بالكنيسة.
وكما كان سقف الكنائس القديمة فى العادة من الخشب بنيت سقف هذه الكنيسة على هيئة نصف برميل مستطيل من الطراز البازيليكى أما هيكل الكنيسة فبنى عليه قبة مستديرة .
وزينت الكنيسة بالقناديل والأيقونات الأثرية الجميلة , وعلى شمال الهيكل معمودية أثرية ثمينة رخامية جميلة .
أما حجاب الهيكل فهو من الخشب المخروط المعشق ومطعم بصلبان يدخلها نقوش من العاج جميلة .
وفى داخل الهيكل المذبح مقام على أربع أعمدة رخامية صغيرة ويعلوا المذبح الرخامى قبة من الخشب مقامة على أربع أعمدة من الرخام .
أما فى شرق الهيكل غطى جزء من حوائطة مغطى بالرخام الجميل , وبالهيكل باب صغير يؤدى إلى المعمودية يستعمل لتناول السيدات , وما زالت تقام الصلوات فى هذه الكنيسة حتى الآن .

تجهيز وإعداد الميرون

وقام بتجهيز أصناف الميرون ومواده على حسابه الخاص وأرسلها بصحبة أخيه المعلم جرجس للبابا البطريرك يؤنس الثامن بالقلاية البطريركية بحارة الروم .

مقصورة الشهيد مارمينا بكنيسة مارمينا بفم الخليج

وقدم إبراهيم جوهرى مقصورة ضخمة فخمة لكنيسة الشهيد مارمينا بفم الخليج لكى يحفظ فيها جسده الشهيد وبأعلاه أيقونه جميلة للشهيد مارمينا وكتوب عليها بالخط البارز : " أذكر يارب المهتم بهذه المقصورة المعلم إبراهيم جوهرى " كما توجد فى نفس الكنيسة بعض الأيقونات التى قدمها وكتوب عليها أسمه وتعتبر اثرية اليوم .
بناءه للسور البحرى فى دير الأنبا أنطونيوس.. فى سنة 1499ش التى توافق 1782 م بنى المعلم إبراهيم جوهرى السور البحرى كله وفى سنة 1783 م حفر ساقية فى دير الأنبا أنطونيوس وبعد أن أنهى ببناء هذا السور من القبلى والغربى فى سنة 1498 ش , وما زال هذا السور يعرف بأسم سور الجوهرى .
وكان الآباء الرهبان يستخدمون هذه الساقية فى إدخال الزوار وإحتياجاتهم إلى داخل الدير , أما الآن فقد بطل إستعمال الساقية بعد أن فتحوا باباً كبيراً فى السور ولكنها ما زالت موجودة كأثرا تجذب قصة أنشاءها وطريقة عملها وأغراض إستخدامها زوار الدير من الأقباط والأجانب .
وفى سنة 1508 ش التى توافق 1792 م جدد مبانى كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم .
كما شيد كنيسة الشهيد أبى سيفين بدير الأنبا بولا فى الجبل الشرقى وما زالت هذه الكنيسة قائمة حتى هذا اليوم فوق كنيسة القديس الأنبا بولا .
وقام بتشييد كنيسة فى دير البراموس على أسم أنبا ابللو والأنبا أبيب ( ولكنها هدمت فى سنة 1881 م لتوسيع كنيسة مار يوحنا ) .. قام ببناء قصر السيدة فى دير البراموس .. ,
أضاف إلى دير البراموس خارجه من الجهة القبلية , وبنى حولها سوراً وبلغت مساحتها 2400 متراً مربعاً .
وفى سنة 1773 م شيد المعلم إبراهيم جوهرى فى دير القديس مكاريوس كنيسة بأسم 49 شهيداً شيوخ برية شهيت فى الناحية الغربية من الدير, وبنى فى داخل الكنيسة مقبرة للشيوخ الشهداء ونقلت أجسادهم من المغارة التى كانوا فيها خارج الدير , وبنى فى الناحية الشرقية من الكنيسة منارة صغيرة مخصصة للجرس تميزت شكل بنائها بالطراز القبطى الصميم .
وفى دير السريان بنى أبراهيم جوهرى سوراً عال من الناحية الغربية وتقع هذه الأرض غرب الحصن وكانت هذه الأرض تسمى ( الحطابة) لأنه كان يوضع فيها الحطب اللازم للمطبخ والمخبز - كما كان فى الأرض الذى أحاطها طافوس الدير أى المقبرة التى يدفن فيها ألاباء من الرهبان بعد نياحتهم وبنى قصر آخر فى السريان .
وقال الأمير عمر طوسون (13) : " يوجد بدير السريان مخطوط تكريس الكنائس باللغة القبطية فقط مكتوب بأدلة : عمارة الأديرة بمعرفة المعلم إبراهيم جوهرى سنة 1498 ش 1782 كانت عمارة فى الديرة من المعلم إبراهيم جوهرى وبنيت كنيسة مستجدة على إسم القديسين أنبا أبوللو وأنبا أبيب فى دير البراموس كما بنى قصر دير البراموس وقصر دير السريان على يد كاتبه أنبا يوساب أسقف أورشليم ورياسة القمص منقريوس "
" كنيسة الملاك ميخائيل بالقصر القديم بدير السريان بناها المعلم إبراهيم حوهرى بعد تجديد ما تهدم من ذلك القصر وكذلك دير براموس سنة 1782 م بحضور الأنبا يوساب أسقف القيامة (أورشليم) الذى كان مشرفاً على العمارة بدير السريان , وكان قد حدث أن رهباتن دير البراموس توجهوا إلى المعلم إبراهيم جوهرى وأعلموا أن القصر الثديم قد تهدم وطلبوا منه أم يهتم بترميمه فقبل طلبهم بفرح وكلب من الأنبا يوساب أسقف القيامة أن يشرف على هذا العمل وأعطاه المال اللازم والغلال وكل الإحتياجات , فتوجه الأنبا يوساب ومعه البناؤون والفعلة إلى الدير ومكثوا به خمسة أشهر وأصلحوا ما تهدم من القصر وبنو فيه كنيسة على أسم الملاك ميخائيل كعادة باقى الأديرة , ثم أرسل الأنبا يوساب إلى المعلم إبراهيم جوهرى يبدى رغبته فى بناء كنيسة بالدير على أسم القديسين أبيب وأبوللو حيث لهما مقبرة هناك فأرسل له المعلم إبراهيم يبدى سروره وموافقته على ذلك , فبنيت الكنيسة وكرزها الأنبا يوساب فى 30 أمشير سنة 1489 ش التى توافق 1773 م . "
وفى دير الأنبا بيشوى رمم وجدد المعلم أبراهيم جوهرى كنيسة الملاك ميخائيا بأعلى القصر القديم ( الحصن) , وموجود بأعلى هيكل الكنيسة كتابة مسجل عليها أن المهتم بترميمها هو المعلم إبراهيم جوهرى سنة 1498 ش التى توافق 1782 م
ولم نتمكن من حصر الكنائس الكثيرة التى عمرها فى البرارى وببناء الأديرة وإهتمامه بالرهبان الساكنين فيها , كما فرق القرابين , والشموع والزيت والستور وغيرها من الإحتياجات وما زالت بعض خطابات المعلم إبراهيم جوهرى المرسلة مع هذه الأشياء وإحتياجات الأديرة محفوظة بمكتبات الأديرة , ومسجل فى هذه الخطابات أصناف وكميات المواد المرسلة وفيها يطلب صلواتهم , وأسفل هذه الرسائل توقيع المعلم إبراهيم جوهرى وختمه بخاتمه وما زال حتى هذا اليوم كمية من الترمس بقايا الترمس الذى أرسله المعلم إبراهيم جوهرى .
وكتب الكنيسة على كل كنيسة فى القطر المصرى لدرجه ان السنكسار ذكر (14) أنه اشتهر بنسخ الكتب النادرة وإهدائها إلى جميع الكنائس والأديرة , فلا تكاد تخلو كنيسة من كتبه وآثاره
والصورة الجانبية لأثر من آثاره موجود فى المتحف القبطى بمصر الرقم: 4144 - الاسم: نص المعلم جرجس أبو جوهرى
التاريخ: القرن18 - المصدر:دير الملاك القبلى – مصر القديمة - المادة: ورق نباتى - الوصف: درج يتكون من عدة أجزاء يحتوى تذكية الأنبا يوحنا البطريرك المائة والسبع لتعيين المعلم جرجس أبو جوهرى ناظر على دير الملاك القبلى بمصر القديمة مؤرخ في سنة 1489 للشهداء 1773

كن لليتامى كأب ولأمهم كأنك رجلها , فتكون كإبن العلى وهو يحبك أكثر مماتحبك أمك (حكمة سيراخ 4: 10)
وقام إبراهيم جوهرى بتوزيع الصدقات للفقراء والمساكين فى كل مكان , وإهتم بإطعامهم وكسوتهم , كما أهتم أيضاً بالأرامل والأيتام الذين ليس لهم من يهتم بهم , ورتب لهم فى كل شهر من يقوم بإعطائهم ما يقتاتون به وذلك حسب ما شهد له الأنبا يوساب أبن الأبح أسقف جرجا وأخميم فقال : " إنه كان أعظم أهل زمانه , وكان محباً للرب يوزع كل ما يقتنيه على الفقراء والمساكين , كان مهتماً بعمارة الكنائس , وكان محباً لكافة الطوائف , يسالم الكل ويحب الجميع ويقضى حوائج الكافة ولا يميز أحداً عن الاخر .


نيـــاحته

وبعد أربع سنوات من رجوعه إلى وظيفته وفى يوم الأثنين 25 من بشنس سنة 1511ش التى توافق 31 مايو 1795 م التى كانت ثانى يوم عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر رقد فى الرب وإنضم إلى آباء الكنيسة الأبرار , وقد قامت الكنيسة القبطية بتدوين اسم المعلم إبراهيم جوهرى فى السنكسار الذى يقرأ على الشعب تحت يوم 25 من شهر بشنس , وأشار السنكسار إلى أخيه المعلم جرجس جوهرى وسيرته مدونه تحت اليوم 17 من شهر توت .

المدفنة :

شيد لإبراهيم جوهرى مقبرة لنفسة ولعائلته بجوار كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بدر التقا بمصر القديمة كعادة الأقباط فى الإهتمام بآخرتهم وقد أوقف على مقبرته أملاك خاصة للصرف على هذه المقبرة والعناية بها , وقد دفن أخيه بنفس المقبرة أخيه المعلم جرجس جوهرى .. واليوم ما زالت هذه المقبرة باقية حتى ألان (15) , وقد أهتمت جمعية نهضة الكنائس مشكورة بترميم وتجديد هذه المقبرة حتى تليق بكرامة هذين القديسين الكبيرين وحتى يبقيا للأجيال القادمة ذكرى عظيمين من عظماء القبط , وقد تم هذا التجديد فى عهد البابا يؤنس 19 وأحتفل بإنتهاء الترميم والتجديد رسمياً يوم الخميس 2 مايو 1938 م وقد حضر قداسة البابا هذا الحفل , وقامت الجمعية بإحياء ذكراهما بإقامة قداساً سنوياً على هذه المقبرة على روح الأرخنين العظيمين إبراهيم الجوهرى وجرجس الجوهرى ..
وهناك رخامة كبيرة طولها 150 سم وعرضها 85 سم يعلوها صليب داخل دائرة ومكتوب تحته باللغة العربية
الصديق لذكر أبدى
إبراهيم جوهرى معلم مصر
توفى سنة 1511 قبطية 1795 مسيحية
جرجس جوهرى معلم مصر
توفى سنة 1527 قبطية 1810 مسيحية

رثــــاء المعاصرين له وإعجابهم بشخصيته

وأسف لوفاته حاكم مصر إبراهيم بك لأنه كان يحبه لإخلاصة وأمانته فسار فى جنازته تقديراً لصداقته له .
ورثاة الأسقف الجرجاوى (16) فى ذلك الوقت بمرثاة مؤثرة قال فيها : " فياله من أضطراب عظيم صار فى كورة مصر بل فى كافة الأقطار المصرية ناح الشيوخ , وبكى الشبان , ولول العربان , كان القاضى يبكى , والكهنة يرفعون أصواتهم بالعويل , تعالوا يا كل الأرامل وأبكين على رجلكن الذى كان يهتم لكن بالطعام والكساء , أجتمعوا يا كل الفقراء والمساكين وأبكوا على من كان يباشر أحوالكم كل حين , نــوحوا وأبكوا أيها الرهبان سكان البرارى على من كان يفتقد أحوالكم دائماً , إجتمعوا ونوحوا أيها الكهنة خدام الرب وألبسوا مسوحاً على من كان يفتقد الكنائس دائماً بالتقدمات والمحرقات والقرابين , نوحوا وأبكوا يا خدام بيت الرب على من كان يقدم لكم كل إحتياجاتكم , وبالأكثر كان النوح العظيم عند الأب الكبير البابا يؤنس البطريرك على ابنه الحبيب البار الصديق أعنى المعلم إبراهيم الجوهرى "
ورثاه الأنبا يوساب بن الأبح أسقف جرجا (17) أيضاً : " إنه صار عيناً للأعمى ورجلاً للأعرج وزوجاً للأرملة ورئيساً مهتماً بكافة الأديرة ومديراً أميناً لكل الكنائس , ولم يخز ذز ذلك البار الأرخن إذ قال مع أيوب الصديق : " أنى نجيت المسكين الصارخ واليتيم الذى ليس له معين , وبركة الضعيف كانت دائماً على , وقلب الأرملة قد فرحته ولبست الجق والعدل كالثوب وجعلته على رأسى كأكليل .. " ولم يفكر قط أن يميز واحداً عن آخر فى قضاء الحق , ولم يكن عنده لا شعوبى ولا يونانى ولا عجمى ولا يهودى ولا يومى ولا قبطى , ولكنها كلها خليقة الرب .. "

وقال المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتى عن إبراهيم جوهرى : فى شهر ذى القعدة سنة 1209 هـ - 1795 م - 1511 ش مات الذمي المعلم ابراهيم الجوهري رئيس الكتبة الأقباط بمصر وأدرك في هذه الدولة بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظم الصيت والشهرة مع طول المدة بمصر ما لم يسبق لمثله من أبناء جنسه (من الأقباط) فيما نعلم وأول ظهوره من أيام المعلم رزق كاتب علي بك الكبير ولما مات علي بك والمعلم رزق ظهر أمر المترجم ونما ذكره في أيام محمد بك فلما انقضت أيام محمد بك وترأس ابراهيم بك قلده جميع الأمور فكان هو المشار إليه في الكليات والجزئيات (أى المتصرف فى كل شئ ويرجع إليه فى كبير الأمور وصغيرها) حتى دفاتر الروزنامة والميري وجميع الإيراد والمنصرف وجميع الكتبة والصيارف من تحت يده وإشارته وكان من دهاقين العالم ودهاتهم لا يعزب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور ويداري كل إنسان بما يليق به من المداراة ويحابي ويهادي ويواسي ويفعل ما يوجب انجذاب القلوب والمحبة ويهادي ويبعث الهدايا العظيمة والشموع الى بيوت الأمراء وعند دخول رمضان يرسل الى غالب أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا والأرز والسكر والكساوي وعمرت في أيامه الكنائس وديور النصارى وأوقف عليها الأوقاف الجليلة والأطيان ورتب لها المرتبات العظيمة والأرزاق الدارة والغلال وحزن ابراهيم بك لموته وخرج في ذلك اليوم الى قصر العيني حتى شاهد جنازته وهم ذاهبون به الى المقبرة وتأسف على فقده تأسفًا زائد وكان ذلك في شهر القعدة من السنة‏.‏
لم يكن يعتبر مالكاً لأمواله بل وكيلاً أميناً - أمواله أموال الرب(10)

1- أعطى لفقير 18 مرة فى يوم واحد

عرف فقيراً أن إبراهيم جوهرى لا يسمع سائلاً يسأله شيئاً إذا سمع إسم المسيح إلا ويعطيه ولا يخيب قصده فيعطيه صدقة فأحب هذا النسان أن يختبر صبره .. فسألأه صدقة على أسم المسيح فأعطاه , ثم دخل منزله وخرج فسأله الفقير فأعطاه , وتوجه إبراهيم إلى مكان عمله فسأله الفقير فأعطاه , وأثناء دخوله إلى الديوان طلب منه فأعطاه , وإنتظر الفقير لحين خروجه ظهراً من الديوان وسأله فأعطاه , ثم أسرع ولحق به قبل أن يدخل منزله لتناول الغذاء فطلب منه فأعطاه , وعند رجوعه بعد الظهر إلى عمله أنتظره على باب منزله وأخذ منه , وسبقه إلى مدخل الديوان فأعطاه وعند رجوعه إلى المنزل ....
وهكذا أستمر الفقير يسأله وكان يقصد أن يتعرف عليه إبراهيم جوهرى ويقول له إنه هو الذى أخذ منه منذ قليل ولكن إبراهيم لم ينطقها من فمه لأنه يظن خيراً دائماً أى أنه يظن أنه فقير ويحتاج ويفعل هذا الأمر لشدة إحتياجه , أما الفقير الذى كان يمتحن صبره , وأذهله ما رأى من محبة إبراهيم للفقراء وأذاع أنه طلب منه 18 مرة وكان يعطيه ببشاشة دون ضيق وهنا صرخ الفقير بصوت عظيم قائلاً لأبراهيم : " طوباك يا جوهرى .. الرب معك " فقال له إبراهيم دليل على أنه يعرف أنه طلب منه كثيراً : " لا تتعجب فهذا مال الرب يسوع , والذى أودعه عندى كريم ويحب العطاء , وأنا مدين له بكل هذا فهل أتأخر عن السداد , ما أنا إلا وكيل على هذا المال فليتمتع المؤمنون بهذا المال لأنه مال الآب أبيهم لأن الناس اخوة "
2 - يدبر عملاً لرجل فيعتذر لأن آخر أحق منه فيدبر لهما عملين

وصله ذات مره أن رجلاً فصل من عمله وضاقت به الحال , فأرسل فى طلبه ليلحقة بأحدى الوظائف , ولما جاء هذا الرجل الطيب قل للمعلم إبراهيم الجوهرى : " إن فلاناً أحق منى بهذه الوظيفة لأنه قد مضى فى فصله سبعة أشهر كاملة , وليس عنده ما ينفق منه على بيته وأسرته وأنا قد مضى على فصلى 6 أشهر فقط وعندى بعض المال أتعايش منه , فهو أحوج منى لهذه الوظيفة , ففرح المعلم إبراهيم بشهامة الرجل وتقواه ومحبته , وأوجد عملاً للأثنين معاً .

3 - الفقير والأوزة الميتة

حدث أنه كان فى أحد الأيام يصلى فى كنيسة العذراء بابلون الدرج بمصر القديمة , وكان يوم رفاع أحد الأصوام , وبعد أنتهاء القداس وإنصراف الناس لاحظ المعلم إبراهيم أن رجلاً صعد على تل عال بجوار الكنيسة , فأرسل خادمة خلفه ليرى ماذا يفعل , فأخذ الرجل يبحث حتى وجد أوزة ميته فأخذها وأخفاها فى ملابسة وهم بالنزول غلأى بيته , فأسرع الخادم وروى للمعلم إبراهيم ما رآه , فإنتظر حتى نزل الرجل , فأخذ يستفسر منه عن أحواله وكأنه لا يعرف ما حدث , واما كاشفه الرجل بفقره وإحتياجاته , عاتبه المعلم فى حنو على عدم لجوئه إليه فى مثل هذه الظروف قم صرفه غلى بيته بعد أن أوصاه إلا يكتم عنه شيئاً بعد ذلك , ثم أرسل وراءه الخادم ومعه كل ما يلزمه .

4 - سباق فى فعل الخير وعتاب المحبة

فى ليلة العيد ذهبت إمرأة وأولادها باكية إلى زوجة المعلم فانوس وقالت : " أن زوجها فى السجن " فقامت هذه المرأة الفاضلة بإرسال خادم يحمل كل ما يلزم للعيد من طعام وملبس ووعدتهم أنه سيتم الإفراج عنه ليعيد معها ومع أولاده , وعندما عاد زوجها المعلم فانوس ليلاً بعد إنتهاء قداس العيد ووجد أمرأته حزينة فسألها عن سبب حزنها .. فأجابت : " إنه لا يليق بنا أن نفرح بالعيد وهناك عائلة مسيحية باكية لأن عائلها فى السجن , أرجوك أن تبذل كل جهدك للأفراج عنه الليلة حتى يفرحون معنا بالعيد "
نزل المعلم فانوس فى الليل وتوجه إلى الوالى وتوسط عن الرجل المسجون فتم الإفراج عنه وعاد إلى بيته فرحاً , ولكن أستغرق أمر الإفراج عنه معظم الليل رجع بعدها منهكاً خاصة انه لم يأكل (يفطر بعد صيامة إلا بعد أفرج عن السجين) وعندما عاد أكل ونام نوماً عميقاً .
ولم يستيقظ المعلم فانوس كعادته فى صباح العيد وتأخر فى نومه حتى وقت متأخر , وكان من عادة المعلم إبراهيم جوهرى أن ينتظر المعلم فانوس ويذهبا معاً وبصحبتهما وجهاء الأمة ليعيدا على البابا , ولما جاء المعلم فانوس متأخراً سأله عن سبب تأخيره فقص عليه قصة الرجل المسجون فعاتبه المعلم إبراهيم بشدة قائلاً : " كيف جاز لك أن تنفرد بهذا العمل المبارك وحدك ولا تشركنى معك " ثم قاما وذهب إلى قداسة البابا للمعايدة عليه , وفى جلسة المحبة التى إلتف فيها الأبناء حول ابيهم الروحى قص عليه إبراهيم القصة وهو متأثراً لأنه لم يفعل خيرا فى ليلة العيد , وفصل قداسة البابا فى خصومة المحبة هذه بطريقة ابوية حكيمة .. إذ فرح بالأثنين وبإجتهادهما فى السباق فى فعل الخير فقال للمعلم إبراهيم : " هو أخرجه من السجن وأنت أهتم بإرجاعه إلى وظيفته أو إيجاد له عمل ىخر " وفرح المعلم إبراهيم بهذا التكليف الباباوى الأبوى , وخرج الجميع من عند قاسة البابا متهللين فرحين بكلمات المحبة التى جعلت الأثنين ربحا فى حلبة سباق فعل الخير فى الحياة وأفرحت الحزين الذى كان حرم من فعل الخير وافرحته .

5 - إن جاع عدوك فإطعمه

نصت الشريعة الإسلامية على أن الذمى (كلمة تطلق على أهل الكتاب اليهود والمسيحيين) لا يجب أن يمتطى جوادا , وحدث أن المعلم جرجس شقيق المعلم إبراهيم جوهرى كان ممتطياً جواداً فى أحد شوارع القاهرة , فأهانه أحد المسلمين بكلام جارح وسبه , فتضايق المعلم جرجس وشكا لشقيقة المعلم إبراهيم الذى كان بيده الحكم فى البلاد أملاً فى أن يعاقب المسلم .. وأستفسر من أخيه عن الرجل وأجابه إجابه طيبت خاطره قائلاً له : " غداً سأقطع لسانه " وفى اليوم التالى أرسل المعلم إبراهيم خادمه حاملاً هدايا كثيرة من مأكولات وملابس وخلافه إلى بيت المسلم بدون علم اخيه .
ومر المعلم جرجس كعاته من نفس المكان مرة أخرى وإذا بالمسلم يقف إجلال له ورحب به ترحيباً شديداً داعياً له بالخير والصحة , فإنعقد لسان المعلم جرجس وفتح فاهه شاغرا غير مصدقاً من الدهشة لتحول المسلم فى سلوكه , وعندما قابل أخاه سأله على الفور عن سبب هذا التغيير فأخبره بما فعله فقال حقا لقد طبقت قول الرب يسوع : " فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». 21 لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.( روميه 12 : 20- 21)

6 - الرب يرسله بعد وفاته ليصنع صدقة

كان من عادة أحد الفقراء الذين يسكنون فى مكان بعيد ان يأتى إليه فى مواعيد معلومة ليأخذ منه صدقة , وحضر الفقير كعادته وسأل عن المعلم إبراهيم جوهرى فقالوا له لقد توفى فحزن جداً وإحتار فابى أن يرجع من حيث أتى حتى يذهب إلى مقبرة الرجل الذى أحسن إليه فى حياته حتى يزوره فى مماته ولما دلوه عليها ذهب إلى هناك وبكى كثيراً ومن تعب الطريق نام أمام مقبرته فتراءى له المعلم إبراهيم جوهرى وقال له : " لا تبك .. أنا لى فى ذمة فلان الفلانى الزيات فى بولاق عشرة بنادقة (عمله ذهبيه) إذهب وسلم عليه من قبلى وأطلبها منه وهو لا يتأخر عن دفعها لك " .. فظن الرجل أنه تهيئات وأطغاث أحلام , فبكى ثانية ونام أيضاً : " فتراءى له المعلم إبراهيم وقال : " قم واذهب ولا تشك فى ذلك " فإستيقظ الرجل وقال فى نفسه : " إذا ذهبت وطلبت الدين بدون حجة (مستند) ربما يظن بى ظناً سيئاً وتنالنى منه إهانة كثيرة " .. ثم نام للمرة الثالثة وتراءى له المعلم إبراهيم وقال له : " لا تقلق , قم وإذهب وسأخبره أنا بقدومك " فقام الرجل الفقير وتوجه إلى المكان الذى وصفه له المعلم إبراهيم ووجد الرجل الزيات ووجد الرجل كما وصفه فى الحلم , ولكنه لم يجرؤ أن يفاتح الزيات عن موضوع الدين وظل متحيراً , فرأه الزيات الرجل الفقير متحيراً , فقال له : " أخبرنى عن كل شئ ولا تخفى عنى ما حدث " فقال له الفقير : " أخاف أن أخبرك فتظن أنى مجنون " فأكد عليه الزيات أن يحكى له ما حدث فحكى له عن الرؤي المتتالية فقال الزيات بالحق نطقت , لقد ترائى لى المعلم إبراهيم أنا ايضاً وأنبأنى بمجيئك , فخذ ما فى ذمتى له وخذ مثلها منى وتعال إلى كما تعودت أن تذهب إلى المعلم إبراهيم فى حياته وترحما كلاهما على الرجل الكريم المعطاء , ورجع الرجل إلى قريته ليخبر كل من يقابله برحمة الرب معه فى ما فعله معه القديس إبراهيم جوهرى .

7 - أبنه المعلم إبراهيم الجوهرى تقود شعب أبيها السلطان

وشى بعض الأشرار المسلمين فى دميانة أبنه المعلم إبراهيم جوهرى إلى الحاكم بأنها تحتفظ بأموال أبيها التى أخذها من الحكومة , فلما سئلت عن ذلك وطلب منها الوالى هذه الأموال إستمهلته حتى تحضر له ما يطلبه , فطافت القاهرة ومصر القديمة تجمع المعوزين والفقراء من مسلمين ومسيحيين الذين تولى أبيها المعلم إبراهيم جوهرى إطعامهم والتكفل بهم قبل أن يتوفى .
وقادت هذا الجمع الغفير من شعب سلطان الفقراء ذهبت إلى الوالى وقالت له : " إن أموال أبى هى مودعة فى بطون هؤلاء الجياع " فلما عرف الوالى الحقيقة صرفها وذكر والدها بالخير الذى فعله"

عائلة سريانية فى حلب تخصص يوما للصلاه من أجل المعلم إبراهيم جوهرى

قال القس منسى يوحنا (18) : " يقال أنه للآن عائلة سريانية شهيرة بحلب تخصص أياماً من السنة لرفع صلوات فى قداديس على أسم المعلم غبراهيم الرجل الفاضل وسبب ذلك أن أحد هذه العائلة كان تاجراً شهيراً وحاول الكاثوليك أن يجذبوه غلى مذهبهم فأبى إطاعتهم ولما عجزوا عن إقناعه إغتاظوا منه ونهبوا امواله وطردوه من حلب فأتى إلى مصر وتعرف بالمعلم إبراهيم فأوىه مده حتى جدد ثروته وعاد إلى بلده "

مخطوطة تذكر اسمه

وذكرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى (19) هذه المخطوطة فقالت : " تتألف هذه المخطوطة من 245 ورقة بتاريخ بؤونة سنة 1468 ش (8يونيو سنة 1752 م) ولا يذكر كاتبها أسمه بل يكتفى بالقول بأنه كتبها تلبية لطلب أبراهيم الجوهرى وعنوانها : " كتاب المقالات - وعنوانه فأختصر على تغليقه من كتاب عبدالله الناشى فى المقالات وسمى بالكتاب الأوسط ومن الواضح أن الكاتب الأصيل هو الشيخ الصفى أبن العسال وهو يقول إنه أستعارها من " مولى متفضل" يصفه بكلمات "مولاى الأخ المتفضل الرشيد أبو المجد " والمخطوطة لها جزء ثان يشمل قسمين ويتكون من 350 ورقة موضوعها : " ما ختصر على تعليقاته من كلام بعض المسيحيين فى الرد على الكتاب المعروف باللمعة المضيئة الذى جرده أبو المنصور بن الفتح الدمياطى من كتابه الذى قصد به الرد على النصارى , تهذيب صفى الدولة أبو الفضائل أبن العسال المصرى , أما الجزء الثالث للمخطوطة فموضوعه يبين إلى أى مدى أهتم مفكرو القبط فى توضيح عقيدتهم وهو : " سؤال وجواب عن حلول أصل الأصول فى إمرأة " وكاتب الإجابة هو فرج بن جرجس بن أفرآم , وهنا أيضاً لا نعرف عن المجيب شيئاً غير أسمه فقط وورد خالياً من أى لقب "

أبراهيم الجوهرى ينقذ مسيحياً كان المسلمين يريدون حرقه حياً

نورد ما قاله المؤرخ المسلم الجبرتى بدون أى تغيير حتى يرى القارئ وحشية الشريعة الإسلامية وحقد المسلمين بإتهامهم إتهامات باطلة بقصد النيل منهم كما نرى تحيز الجبرتى واضحا فى كتاباته وظهور شعورة بالكراهية الشديدة للمسيحيين ( المختار من تاريخ الجبرتى -عجائب الآثار في التراجم والأخبار - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب 27 - - مطابع الشعب 1958 - الجزء الأول ص 129 ) ومات التاجر الخير الصدوق الصالح الحاج عمر بن عبد الوهاب الطرابلسي الأصل الدمياطي سكن دمياط مدة وهو يتجر واختص بالشيخ الحفني فكان يأتي إليه في كل عام يـزوره ويراسله بالهدايا ويكرم مـن يأتـي مـن طرفـه وكـان منزلـه مـأوى الوافديـن مـن كـل جهـة ويقـوم بواجب إكرامهم وكان من عادته أنه لا يأكل مع الضيوف قط إنما يخدم عليهم ما داموا يأكلون ثـم يأكـل مـع الخـدم وهـذا مـن كمـال التواضع والمروءة‏.‏
وإذا قرب شهر رمضان وفد عليه كثيرة من مجاوري رواق الشوام بالأزهر وغيره فيقيمون عنده حتى ينقضي شهر الصوم في الإكرام ثم يصلهـم بعـد ذلـك بنفقـة وكسـاوي ويعـودون مـن عنده مجبورين‏.‏
وفي سنة ثلاث وثمانين حصلت له قضية مع بعض أهل الذمة التجار بالثغر فتطاول عليه الذمي وسبه فحضر إلى مصر وأخبر الشيخ الحفني فكتبوا له سؤالًا في فتوى وكتب عليه الشيخ جوابًا وأرسله إلى الشيخ الوالد فكتـب علـي جوابـًا وأطنـب فيـه ونقل من الفتاوى الخيرية جوابًا عن سؤال رفع للشيخ خير الدين الرملـي فـي مثـل هـذه الحادثـة بحـرق الذمـي ونحـو ذلـك وحضـر ذلك النصراني في أثر حضور الحاج عمـر خوفـًا علـى نفسـه وكـان إذ ذاك شوكـة الإسلـام قويـة فاشتغـل مع جماعة بمعونة كبار النصارى بمصر بعد أن تحققوا حصول الانتقام وفتنوهم بالمال فأدخلوا على شكوكا وسبكوا الدعوى في قالب آخر وذلك أنه لم يسبه بالألفاظ التي ادعاها الحاج عمر وأنه بعد التسابب صالحه وسامحه وغيروا صورة السؤال الأول بذلك وأحضروه إلى الوالد فامتنع من الكتابة عليه فعاد به الشيخ حسن الكفراوي فحلف لا يكتب عليه ثانيًا أبدًا وتغير خاطر الحاج عمر من طـرف الشيـخ واختل اعتقاده فيه وسافر إلى دمياط ولم يبلغ قصده من النصراني ومات الشيخ بعد هذه الحادثة بقليل‏.‏
وانتهت رياسة مصر إلى علي بك وارتفع شأن النصارى في أيامه بكاتبه المعلم رزق والمعلم إبراهيم الجوهري فعملوا على نفي المترجم من دمياط فأرسلوا له من قبض عليه في شهر رمضان ونهبوا أمواله من حواصله وداره ووضعوا في رقبته ورجليه القيد وأنزلوه مهانًا عريانًا مع نسائه وأولاده في مركب وأرسلوه إلى طرابلس الشام فاستمر بها إلـى أن زالـت دولـة علـي بـك واستقـل بإمارة مصر محمد بك وأظهر الميل إلى نصرة الإسلام فكلم السيد نجم الدين الغزي محمد بك في شأن رجوعه إلى دمياط فكان أن يجيب لذلك وكنت حاضـرًا فـي ذلـك المجلـس والمعلـم ميخاييـل الجمـل والمعلـم يوسـف بيطـار وقـوف أسفل السدلة يغمزان الأمير بالإشارة في عدم الإجابة لأنه من المفسدين بالثغر ويكون السبب في تعطيل الجمارك فسوف السيد نجم الدين بعد أن كان قرب من الإجابة‏.‏

فلما تغيرت الدولة وتنوسيت القضية وصـار الحـاج عمـر كأنه لم يكن شيئًا مذكورًا رجع إلى الثغر وورد علينا مصر وقد تقهقر حاله وذهبـت نضارتـه وصـار شيخـًا هرمـًا ثـم رجـع إلـى الثغـر واستمـر بـه حتـى توفـي فـي السنـة وكـان لـه مع الله حال يداوم على الإذكار ويكثر من صلـاة التطـوع ولا يشتغـل إلا بمـا يهمـه رحمـه اللـه تعالى‏.
************************
إستيلاء المسلمين على ممتلكات بيت أبراهيم الجوهرى بعد موته وفي يوم الأحد 9 ذو القعدة 1200 هـ - 3 سبتمبر 1786 م قبض على بعض نساء المعلم إبراهيم الجوهري من بيت حسن أغا كتخدا علي بك أمين احتساب سابقًا فأقرت على خبايا أخرجوا منها أمتعة وأواني ذهب وفضة وسروجًا وغير ذلك‏.‏
*************************
الأستيلاء على ممتلكات أبراهيم الجوهرى بعد وفاته
وفي يوم الجمعة 21 ذو القعدة 1200 هـ - 15 سبتمبر 1786 م فتحوا بيت المعلم إبراهيم الجوهري وباعوا ما فيه وكان شيئًا كثيرًا من فرش ومصاغ وأوان وغير ذلك‏.‏
***************************
وفـي يـوم الثلاثـاء 25 ذو القعدة 1200 هـ - 19 سبتمبر 1786 م وفيه غمز على مكان بيت أيوب بيك الكبير مسدود الباب ففتح وأخرج منه أشياء كثيرة , وكذلك بيت المعلم أبراهيم الجوهرى مكان مرتفع مهدوم الدرج , وكان ذلك المكان لولده وقد مات من نحو سنتين , فلما مات هدم الدرج التى يتوصل منها إليه حزناً وتركه بما فيه فصعدوا إليه وأخرجوا منه أشياء كثيرة من فرش وأمتعة مزركشة وأوانى ذهب وفضة وصينى وغير ذلك فأحضرت جميعها إلى حسن باشا وباعها بين يديه بالمزاد فى عدة أيام
==================

المـــــــــراجع :

(1) الأرخن هو لقب كنسى لمن هم يقومون بخدمة الكنيسة وإحتياجاتها المختلفة .
(2) المباشر هو رجل كاتب حسابات وجامع للضرائب فى نفس الوقت .
(3) مدينة قليوب هى مدينة قريبة من القاهرة وتبعد عنها 20 كيلومتراً وهى إحدى مراكز محافظة القليوبية ووهى من المدن القديمة وقد ذكر أسمها مراراً على صفحات الكتب التاريخية وقد قابل أهلها الكثير من الإضطهادات , وقد أطلق أسمها على المحافظة التى أسمها محافظة القليوبية وعاصمتها مدينة بنها .
(4) الكيس يحوى ما قيمته خمسة جنيهات بالعملة التى كانت أيام كتابة عجائب الآثار " ج2 ص 115 - 116
(5) توثيق اسكاروس " نوابغ الأقباط .. " ص 240 - 241 نقلاً عن الكافى ج 3 ص 187 ويبدوا أن مؤلف الكافى نقل عن الجبرتى الذى يصف هذا القبطى فى كتابه " عجائب الآثار فى التراجم والأخبار " ج2 ص 120 بهذه الكلمات : " وواصف هذا أحد الكتاب المباشرين المشهورين ويعرف الإيراد والمصاريف وعنده نسخ من دفاتر الروزنامة ويحفظ الكليات والجزئيات ولا يخفى عن ذهنه شئ من ذلك .. "
(6) السنكسار القبطى تحت شهر 25 بشنس ج2 ص 201
(7) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م 487 - ص 488
(8) يريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثالث ص 242 وراجع أيضا توفيق أسكاروس نوابغ الأقباط ج 2 ص 312
(9) سيرة الأرخن العظيم المعلم إبراهيم الجوهرى وشقيقه - نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر - لجنة التحرير والنشر بمطرانية بنى سويف والبهنسا سنة 1997 ص 24
(10) المؤرخ كامل صالح نخلة فى كتاب خلاصة تاريخ المسيحية فى مصر الحلقة الثانية ص 135
(11) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثالث ص 232
(12) سيرة الأرخن العظيم المعلم إبراهيم الجوهرى وشقيقه - نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر - لجنة التحرير والنشر بمطرانية بنى سويف والبهنسا سنة 1997 ص 24
(13) الأمير عمر طوسون فى كتاب وادى النطرون ص 184 - 185 و ص 184 و ص 172- وراجع أيضاًمخطوطة رقم 649 طقوس
(14) السنكسار القبطى تحت شهر 25 بشنس ج2 ص 202
(15) سيرة الأرخن العظيم المعلم إبراهيم الجوهرى وشقيقه - نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر - لجنة التحرير والنشر بمطرانية بنى سويف والبهنسا سنة 1997 ص 39 - 43
(16) نقلت من نشرة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية المركزية بالقاهرة وزعت فى إحياء ذكرى المعلمين الفاضلين إبراهيم واخيه جرجس الجوهرى فى يوم 25 بشنس سنة 1655 ش (سنة 1939) ومقبرة هاذين المعلمين فى هذه الكنيسة , ويذكر الباحث والدارس توفيق أسكاروس أن من عادة القبط أن يطلبوا دفنهم مع كبرائهم ( أو مع شهدائهم) ولكن مقبرة الجوهرين لا تضم إلا رفاتهما , ويرجح توفيق أسكاروس أن ناراً شبت فى الكنيسة سنة 1558 ش قد ألتهمت كل محتوياتها , ويذكر أن راهباً بكنيسة السيدة العذراء (المعلقة) ذكر أن شخصاً أسمه باسيلى تادرس يعيش فى قرية القسيس بالقليوبية لديه مخطوط به قصة حياة أبراهيم جوهرى ولكنه يضن بأن يطلع عليه أحداً مبالغه فى الحرص .. وأن المعلم حنا بحارة زويلة بكنيسة السيدة العذراء سنة 1910 قال له ان أبراهيم روفائيل الطوخى لديه أيضا كتاب به قصة حياة أبراهيم الجوهرى وأخبار مختلفة , كما أن فخرى عبد النور كبير اقباط جرجا معه أيضاً كتاب به قصة حياة الأرخن أبراهيم الجوهرى ( فى مستهل القرن العشرين) اخبره ان كنيسة جرجا كتاباً به بعض أخبار وأعمال هذا الأرخن العظيم (نوابغ الأقباط -توفيق أسكاروس ج1 ص 266 ) وقد سرد توفيق أسكاروس وقفيات هاذين ألرخنين فى كتابه من ص 267 حتى ص 366
(17) عن توفيق أسكاروس نوابغ القبط .. ص 224
(18) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 488 وراجع أيضاً توفيق أسكاروس "نوابغ ألقباط " ص 253 - 254 و 260
(19) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثالث ص 240 - 241 , مخطوطة 410 - رقم 578 محفوظة بالمكتبة الباباوية بالقاهرة .


ذكر السنكسار القبطى (1) : " أما سيرة أخيه (يقصد اخى المعلم إبراهيم جوهرى) فهى مدونة فى اليوم 17 من شهر توت سنة 1557 ش 27 سبتمبر 1810 م يوم تذكار نياحته ولربنا له المجد . آمين " ولكن للأسف الشديد لم يذكر السنكسار القبطى عنه أى شئ تحت اليوم المذكور أما السنكسار القبطى اليعقوبى (2) فقد ذكر اليوم فى السنة القبطية هو 10 توت
وقد عاصر المعلم جرجس جوهرى إثنين من البطاركة هما البابا يؤنس 18 والبابا مرقس الثامن
المعلم جرجس جوهرى من مشاهير الأقباط فى آواخر القرن 18 وأوآخر القرن 19 - نشا المعلم جرجس جوهرى فى مدينة قليوب وكان يذهب مع أخية إلى الكتاب فتحصل على العلم هناك وكانت العلوم التى تحصل عليها الكتابة والقراءة والحساب علاوة على تعلم اللغة القبطية وإتقانها والألحان الكنسية وفن نسخ الكتب .
وقد تزوج المعلم جرجس ورزق بأبنه أسماها مختارة وكان عظيم النفس كريما وجزيلاً فى عطاءه يوزع فى المناسبات الشئ الكثير من الطعام والملابس على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل .
وعندما وصل أخيه إبراهيم إلى مركز مرموق فى الحكومة أشركه فى جميع الأعمال التى يمارسها , وكان ملازماً لأخيه ملازمة الظل للأنسان فكان ذلك له اثر كبير فى مستقبل حياته الوظيفية وأساسا لأختياره لرياسة المباشرين (رياسة الوزراء) بعد نياحة أخيه المعلم إبراهيم جوهرى .


أعمـــــــاله


كان قد شارك اخاه فى تعمير وبناء الكنائس وترميمها كما أن يده كانت خيره فى فعل الخير وأعطاء الصدقات للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام ولكن من اهم أعماله هو بناءه للكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية ومقر البطريركية المجاور لها فى أملاكه واملاك اخيه وقد حصل أخيه على فرمان من البابا العالى فى الأسيتانه ببناء هذه الكنيسة ومات المعلم أبراهيم جوهرى قبل أن وضع اساسها وأكملها المعلم جرجس
ولما رأى البابا مرقس الثامن محبة المعلم جرجس للكنائس عينه ناظراً لكنائس كثيرة فقام بتعميرها وترميمها
وظائفه التى تقلدها
تقلد جرجس جوهرى وظائف الحكومية فى أربعة عهود مختلفة وأحتك بكثير من الحكام المختلفين فى الأخلاق وعادات مما جعله يكون فوق القمة تارة ومغضوب عليه فى أحيان أخرى .
1 - وظيفته أثناء حكم المماليك
تقلد أخيه إبراهيم جوهرى وظيفه كبيرة أيام حكم المملوكين إبراهيم بيك ومراد بيك كان المعلم جرجس يعمل ويساعد أخيه فى تأدية مهام مالية الحاكمين المملوكيين والأمور الكتابية ,
2 - أثناء حكم حسن باشا
وكان كل من مراد بيك وإبراهيم بيك طرد الباشا الذى عينه السلطان وتقلدا الحكم فى مصر فأرسل السلطان العثمانى جيشاً بقيادة حسن باشا أرجع السلطة وحكم مصر وهرب المماليك الأميرين إلى الصعيد وهرب معهما أخيه إبراهيم جوهرى وتقلد بعدهما شياخة البلد وحكمها الأمير إسماعيل بك , وظل المعلم جرجس بالقاهرة مباشراً فى أعمال الديوان ووشى المسلمين عليه فغضب عليه إسماعيل بيك وعزله من منصبه وعين بدلاً منه الواشى المسلم رئيساً بدلاً منه , ولم تمض أيام حتى عرف إسماعيل بك حقيقة الوشاية فعاقب الواشى وأغرقه فى النيل وأعاد المعلم جرجس إلى منصبه وظل يعمل المعلم جرجس يعمل رئيساً حتى عاد إبراهيم بيك ومراد بيك إلى الحكم سنة 1791 م , فترك جرجس منصبه عن رئاسة المباشرين لأخيه إبراهيم جوهرى الذى كان صديقاً لأبراهيم بك ومراد بك .
وعندما تنيح المعلم إبراهيم سنة 1795 م أعطى إبراهيم بك ومراد بك منصب رئاسة المباشرين إلى المعلم جرجس
3 - المعلم جرجس والحمـــلة الفرنسية
وغزت الحملة الفرنسية مصر فى يوليه 1798 م , ولم يجد نابليون بونابرت رجلاً حكيماً مثل المعلم جرجس فى البلاد فثبته فى رئاسته للمباشرين فى مصر وأعتبره عميد الأقباط
وحدث أنه بعد استقرار الفرنسيين بشهرين أنهم أرادوا الأحتفال بأحد اعيادهم الفرنسية , فدعوا المشايخ وأعيان المسلمين والقبط والشوام , وفى هذا الأحتفال لبس جرجس الجوهرى كركة بطرز قصب على أكتافها إلى أكمامها , وعلى صدرها شماسات قصب بأزرار , وكذلك فلثيوس , وتعمموا بعمائم كشميرى وركبوا البغال الفارعة وأظهروا البشر والسرور .. (3)
وعندما ذهب نابليون بونابرت إلى السويس طلب أن يكون بعض المشايخ والمديرين والمهندسين والمصورين كما إستصحب المعلم جرجس الجوهرى والمعلم أنطون أبو طاقية للأستعانة بخبرتهما ومهارتهما ومشورتهما .
وعندما رست مراكب الأنجليز والترك عند أبى قير وأنزلوا قواتهم هناك وأراد الفرنسيين تعدية النيل إلى الضفة الأخرى من ناحية بولاق أخذوه أيضاً معهم .
وظل المعلم جرجس فى مركز الرياسة طيلة إحتلال الفرنسيين مصر لمدة الثلاث السنين وظلوا يأخذونه معهم وأستصحبوه معهم حتى جلاؤهم لمصر سنة 1801 م (4)
وفى الفترة الأخيرة من الحملة الفرنسية حين اصبح بليار قائدا فى مصر أثناء أنشغال الجنرال عبدالله جاك مينو لقيادة الجيش الفرنسى لصد المهاجمين النجليز بالأسكندرية أتخذ الجنرال بليار بيت جرجس الجوهرى مسكناً للأقامة فيه (5)
ثم أراد الجنرال بليار هدم بقايا المنازل التى تهدمت نتيجة للمعارك السابقة والمجاورة لمنزل جرجس الجوهرى لكى يبنى ثكنات عسكرية , فنصب خيمة عند بيته على مقربة من العمل حتى يباشر عمليات الهدم والبناء , وأعد مساعده قوائم بأرباب الحرف وأمروهم بالحضور وأبتدأوا بالأقباط , فحضر الأقباط يتقدمهم جرجس الجوهرى وواصف وفلثيوس يصحبهم مجموعه تطبل وتزمر , فكان العمالى يشتغلون على أنغام الطبل والزمر والغناء , وأستمروا ذلك عدة أيام ثم تبعنهم طوائف أخرى , ومع أن هذا العمل سر الجنرال بلير إلا أنه طالب المطبلين والمزمرين بدفع مبالغ من المال , فمن دفع مبلغاً يرضيه أنقص ساعات عمله , ومن دفع مبلغاً أقل مما يبتغيه أطال عليه مدة العمل وأتعبه(6)
4 - فى مدة الحكم العثمانى
دخلت الجيوش العثمانية مصر بعد جلاء الفرنسيين وعاثوا فى الرض فساداً وهرب عدد كبير من الأقباط إلى مصر القديمة والجيزة خوفاً من سكين المسلمين الذى قطع رقابهم كما حدث فى المرات السابقة : " أما أكابر القبط مثل جرجس الجوهرى وفلثيوس (7) وملطى فإنهم طلبوا الأمان من المسلمين لكونهم إنحصروا بدورهم وهم بوسطهم فأرسلوا لهم الأمان (8)
عنها وعين السلطان خسرو باشا حاكما على مصر .
وفى سنة 1802 م جاء إلى مصر عدد من سيدات الباب العالى ومعهن زوجة قبطان باشا فتبارى العظماء فى إكرامهم ومعهم جرجس الجوهرى , وقد قام جرجس الجوهرى بإستضافة بعضهن فى بيته , فأعد داراً إعداداً خاصاً فإعتنى بفرش هذه الدار عناية خاصة حتى لقد فرش بساطاً من الكشمير فى مدخلها , وقد تم زواج أثنين من السيدات منهن فى آن واحد وأقيمت وليمة العرس فى هذه الدار (9)
وظل أيضا المعلم جرجس جوهرى فى منصبه رئيساً للمباشرين ومع كل هذه الخدمات التى أداها لتسيير امور العثمانيين فى مصر فقد تعود الأقباط من المسلمين الغدر ولا سيما طغيان الترك , فلم يلبث أن أطلق الوالى عسكره على بيوت الأقباط الكبار لينهبوها - فنهبوا بيت جرجس وأخذوا منه نفائس كثيرة والفراوى الثمينة (10)
وحدث تمرد من الجنود إنتهت أخيراً بتعيين محمد على حاكما لمصر سنة 1805 م وظل أيضاً المعلم جرجس فى منصبه رئيساً للمباشرين أيضاً
5 - فى أثناء حكم محمد على باشا
وبعد مدة قصيرة من حكم محمد على باشا قبض على المعلم جرجس جوهرى وبعض كبار الكتبه ومشاهيرهم وحبسهم وطلب منهم مبالغ طائلة وعين بدلاً منه المعلم غالى فى منصب رياسة الكتاب المباشرين وقد وصف الجبرتى فى يومياته (11) ما حدث فقال : " ... ودخل إليه المشايخ فخلع عليهم فراوى سمور ... ثم عملوا شنكاً ومدافع كثيرة وطبولاً , وأحضر فى ذلك الوقت المعلم جرجس وكبار الكتبة وعددهم أثنان وعشرون قبطياً ولم تجر العادة بإحضارهم فخلع عليهم أيضاً ثم نزلوا إلى بيت السيد المحروقى فتغدوا عنده ثم عوقهم إلى العصر ثم طلبهم الباشا إلى القلعة فحبسهم فى تلك الليلة وأستمروا فى الترسيم (الحبس) وطلب منهم ألف كيس ( وكان ذلك فى يوم الخميس ) ... وبعد أسبوع من حبسه أفرج محمد على باشا عن المعلم جرجس وفى يوم الأربعاء التالى .. أفرجوا عن النصارى الأقباط بعد ما قرروا عليهم ألف كيس خلاف البرانى وقدره 250 كيساً ونزلوا إلى بيوتهم بعد العشاء الأخير فى الفوانيس "
ولحاجة محمد على إلى المال ولعدم ثقته فيمن حوله خامره الشك فى أن يكون جرجس قد احتفظ لنفسه بالمال الذى كان مسئولاً عن جبايته فأمر بسجنه هو ومن يعملون معه .. وهنا يظهر المعلم غالى فإستعدعاه محمد على ليراجع الحسابات , وبعد مراجعة الحسابات أكد الباشا بأن المبالغ التى جمعها مضبوطة وأن المعلم جرجس لم يجبر بعض الناس على دفع بعض المبالغ المفروضة عليهم إشفاقاً عليهم , ولكن محمد على كحاكم أجنبى لم يرقه هذا التصرف وكان كل همه المال وطلب من جرجس ومن معه بدفع 4800 كيس من المال .
وقام محمد على بتعيين المعلم غالى ( الذى كان كبير كتبه الألفى بك)
وأضطر المعلم جرجس الجوهرى بعدما أفرج عنه من السجن أن يبيع الكثير من ممتلكاته لسداد ما طلبه منه محمد على - ويظن بعض المؤرخين أن محمد على نفاه إلى الصعيد بعد أبتزاز أمواله (12)
وهرب المعلم جرجس جوهرى إلى الصعيد خائفاً من محمد على باشا وظل مختفباً هناك 4 سنين إلى أن تشاور مع البطريرك الأنبا مرقس الثامن وغيره فرجع إلى القاهرة , وأستقبله الوالى محمد على وأكرمه وفرح الأقباط خاصة فقرائهم بقدومه .
تكريم المعلم جرجس الجوهرى
وكما رأينا أن جرجس الجوهرى أهين إهانات بالغه فى عهد الإستعمار العثمانى التركى الإسلامى وفى عهد محمد على إلا أنه مما يثير الفخر للأقباط أن صورة هذا الرجل العظيم بالحجم الطبيعى ما زالت معلقة حتى اليوم فى القاعة الشرقية من قصر فرساى فى فرنسا (13) .. وهو القبطى الوحيد المصور مع خمسة من كبار المسلمين يتوسطهم نابليون نفسه (14)
نيــــاحته
وبعد رجوعه من الصعيد لم يعش غير سنة واحدة هاجمته الأمراض حتى تنايح فى 17 توت سنة 1557 ش الموافق 27 سبتمبر 1810 م فى عيد الصليب ودفن بجوار اخيه فى المدفن الذى أعده المعلم إبراهيم جوهرى قبل أن يموت بجواب كنيسة مار جرجس بدرب التقا بمصر القديمة .
تاريخ الجبرتى .. محمد على بين المعلم جرجس الجوهرى والمعلم غالى
بركه صلوات المعلم إبراهيم واخيه جرجس جوهرى العظيمين القديسين فلتكن معى ومعكم يا آبائى واخوتى آمين
ويقول المؤرخ المسلم الجبرتى (15) فى يومياته : " ولما مات أخوه فى زمن رياسة المراء المصريين تعين مكانه فى الرياسة على المباشرين والكتبة وبيده حل الأمور وربطها فى جميع الأقاليم المصرية , نافذ الكلمة وافر الحرمة , وتقدم فى أيام الفرنسيين فكان رئيس الرؤساء وكذلك عند عند مجئ الوزير والعثمانيين وقدموه وأجلسوه لما يسديه إليهم من الهدايا والرغائب حتى كانوا يسمونه جرجس افندى , ورأيته يجلس يجلس بجانب محمد باشا خسروا وبجانب شريف افندى الدفتردار ويشرب بحضرتهم الدخان وغيره , ويراعون جانبه ويشاورونه فى الأمور , وكان عظيم النفس ويعطى العطايا ويغدق على جميع ألأعيان عند قدوم شهر رمضان الشموع والعسلية والسكر والأرز والكساوى واللبن , ويعطى ويهب , بنى عدة بيوت بحارة الونديك والأزبكية وأنشأ داراً كبيرة وهى التى يسكنها الدفتردار الآن ويعمل فيها الباشا وأبنه الدواوين عند قنطرة الدكة , وكان يقف على أبوابه الحجاب والخدم , ولم يزل على حالته حتى ظهر المعلم غالى وتداخل فى هذا الباشا (محمد على) وفتح له ألبواب لجمع الأموال , والمعلم جرجس يدافع فى ذلك .
وإذا طلب (محمد على) طلباً وأسما (أموالاً من أشخاص بطريقة ما ) يقول له هذا لا يتيسر تحصيله فيأتى المعلم غالى فيسهل الأمور له ويفتح له أبواب التحصيل , فضاق الخناق على المترجم وخاف على نفسه ولازمته الأمراض حتى مات وأنقضى وخلا الجو للمعلم غالى وتعين بالتاقدم ووافق الباشا فى أغراضه الكلية والجزئية , وكل شئ له بداية ونهاية , والله أعلم .
ولكن المؤرخة أيريس حبيب المصرى (16) أوردت سبباً آخر لقتل المعلم غالى فقالت : " ولم تمض غير شهور حتى أمر محمد على رجاله بإغتيال المعلم غالى فنفذ أمره وقتل المعلم المذكور فى مدينة زفتى فى أوائل يوليو سنة 1822 م ورجح العلامة محمد بك فريد وجدى (17) : أن سبب الأغتيال هو أن المعلم فرنسيس أخو المعلم غالى كان قد كتب خطاباً مزيفاً بأسم محمد على باشا وختمه وزعم فيه أن الباشا يطلب إلى بابا رومية وكان أسمه لاون الثانى عشر فى هذا الوقت وطلب منه أن يقيم إبراهيم كاشور (18) رئيس أساقفة على مدينة ممفيس مقابل أخضاع قبط مصر لسلطانه , كما أدعى فى خطابه أن محمد على باشا منح والد إبراهيم كاشور لقب "مركيز طهطا " .
وكان المعلم فرانسيس قد أندفع فى كتابة هذا الخطاب المزيف بسبب أختلاف إحتدم بينه وبين أسقفهم مكسيموس فى قضية طلاق , وهناك صورة لهذا الخطاب المزيف محفوظة فى أحدى مكتبات الفاتيكان أستولى عليها غاريبالدى عندما غزوا روما (19)
وثـــــــــــيقة تعيين جرجس الجوهرى ناضراً ومديراً لكنيسة أبى سيفين
فى التقليد المخطوط بعلامة الأنبا يؤنس الثامن عشر الذى أسند به نظارة كنيسة القديس مرقوريوس (أبى سيفين) إلى المعلم جرجس : " بسم ألاب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
المجد للرب ذى القدرة والعظمة والجلال , الصادق فى وعده والمقال العادل فى الحكم والأفعال , الذى جعل بيعته المقدسة ثابته مزينة بالجمال , ومنحها بالأنوار البهية والأسرار والغفران , وجعلها كعروسه وسفينة النجاة لكل غرقان , كمراتب الطقوس النورانية منذ الإبتداء وإلى آخر الزمان ... لذلك رأت القلاية البطريركية اليؤنسية التى بنعمة الرب تعالىلا زالت أراؤها متفقة , ومقاصدها إلى الصالحات موافقة أن تتمسك بذوى الصفات المستحبة المشكورة , من شهر عنهم المساعى المبررة فتغرسهم فى خدمة البيعة (الكنيسة) المذكورة ويحبهم الرب الإله ويبنيهم وينميهم , ولما كان الإبن المبارك الدين الرثوذكسى الأرخن المبجل الشماس المكرم والفرع الزتهر من الأصل الطاهر المعلم جرجس أبو جوهرى بارك الرب عليه مخصوصاً بهذه الإشارة والمعبر عنه بهذه العبارة , الذى له هذه المحاسن ليست بمستعارة , وأتفقت الجماعة على صلاحيته وأهليته المشهودة له بناجحة وشفقته , وفوضت إليه القلاية بخدمة هذه البيعة المشار إليها أعلاه تفويضاً كاملاً , وقلدناه هذه الوظيفة , ووكلناه عليها ليكون فيما يرضى الله عاملاً , ويكون ناظراً على مصالح هذه البيعة وعلى أولادها وكهنتها وشمامستها وخدامها علوا وسفلاً , وعلى نذورها وأوقافها ومقبوضها ومصروفها كما جرت به العادة لمديرى البيع المقدسة وجميع ما أستقرت عليه القاعدة إلى هذه الغاية , فليتقدم بالإجتهاد ويقوم امورها بالإستعداد ... ويلزم عليه أن يكرم الكهنة وسائر الخدام ... ويجمع شمل أولاد البيعة بالألفة الروحانية والمحبة المسيحية , ليمجدوا الرب تعالى إذا شافوا منه الأحسان .. وقد سطرنا له هذا التقليد شاهداً بهذا التفويض , فليفعل بكل ما يجب عليه مثل أمثاله , ويتغلب بخوف الرب تعالى فى أقواله وأفعاله ... ويتصرف الوكيل المين الحكيم , ويتدبر كتدبير الرؤساء التامين , ولا يهمل شئ من الواجبات , ولا يرخص فى حالة من الحالات , ويتذكر قول الرب له المجد من أراد أن يكون فيكم كبيراً فيكون لكم خادماً ... فسبيل الأولاد المباركين الكهنة المؤتمنين والشمامسة المكرمين القاطنين والمترددين وكل الخدام بهذه البعة المقدسة أن يقيموا الصلاة كل وقت وكل حين ... ويتفقوا معه على كل همل صالح , والمسئول والمطلوب من الرب الإله الساكن فى أعلاه سماه , والقديس محب آبائه مرقوريوس صاحب البيعة يعينه بقوته الإلهية على ما يضمره من نية صالحة .. ويجعل خدمته فى هذه الكنيسة خدمة سعيدة ... ويحنن عليه قلوب المتولين عليه , ويغفر له الخطايا والذنوب ويوهبه دوام الصحة فى عقله وجسده ونفسه والقوة فى قلبه وفهمه وأعتقاده ويفسح فى جيله على أيامه أياماً ... وسلام سيدنا يسوع المسيح الذى حل بدءاً على تلاميذه الأطهار وهم فى عليه صهيون مجتمعون يحل ذلك السلام الروحانى على الأبن المبارك المعلم جرجس أبو جوهرى , والنعمة والبركة والتحليل والغفران والخلاص والمعونة من فمى أنا خادم بنعمة الرب الكرسى المرقسى , والرحمة والرأفة يشملوه ويتضاعفوا عليه , وجميع التحاليل والبركات الأبصالدية والمجامع الأرثوذكسية , ومن أفواة الآباء خلفاهم يحل عليه بالدوام ويحفظة ويعمره ويثبت فى الرض ذكره ...
فى يوم الثلاثاء المبارك 5 شهر برمهات المبارك الشهداء الطهار السعداء البرار بركاتهم علينا , آمين " (20)
**************************
المـــــــــــــــــــــــراجع
(1) السنكسار القبطى الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل فى الكنائس الكرازة المرقسية فى أيام وآحاد السنة التوتية - وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين - الناشر مكتبة المحبة الأرثوذكسية بالقاهرة سنة 1979م تحت يوم 25 بشنس ج2 ص 204
(2) مخطوط السنكسار القبطى اليعقوبى ترجمة ونشر رينية باسيه (1929) الجزءان فى مجلد واحد - تنسيق وتعليق دياكون د. ميخائيل مكسى أسكندر سنة 2003 م - مكتبة المحبة - سلسلة المخطوطات القبطية بإشراف الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر تحت يوم 25 بشنس ص 382
(3) المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء الأول ج1 ص 76
(4) المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء الأول ص 115 و 193 , وكانوا يستصحبونه فى كل رحلاتهم راجع " عجائب الآثار .. " ج 3 ص 75 , 154 , 157
(5) المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء ج2 ص 129
(6) راجع " عجائب الآثار .. " ج 3 ص 225 - 226
(7) المعلم فلثيوس أو الأرخن فلثيوس كان يذكر المؤرخين أسمه دائماً بعد جرجس الجوهرى ويسبق ملطى
(8) المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء الثانى ص 137 .
(9) عن توفيق أسكاروس - نوابغ القبط .. ج 2 ص 394
(10) عن توفيق أسكاروس - نوابغ القبط .. ج 3 ص 242
(11) راجع " عجائب الآثار .. " ج 3 ص 201 - 202 وكان الجبرتى دائما يعلق على الأحداث بعدة كلمات لا تزيد على خمس كلمات فبعد أن وصف الأحتفال قال : " بأن " ديوان افندى " قرأ فرمانين على المجتمعين " وبعد أن ذكر الفرامانين علق فى أعقابهما قائلاً : " ... ونحو ذلك من الكلام المحفوظ المعتاد المنمق .. ) وهذا التعليق يوضح أن المصريين يفهمون عقليات الحكام الذين يحكمونهم .
(12) شرحه ج3 ص 431 - 432 وأنظر أيضاً ص 238 و 293 و 316 و 329 و 333
(13) عن توفيق أسكاروس - نوابغ القبط ج2 ص 287 .. راجع ايضاً عجائب الاثار ج4 ص 101
(14) كامل صالح نخلة وفريد كامل فى كتاب تاريخ ألمة القبطية الحلقة الثانية ص 137 - 138
(15) عجائب الاثار ... ج4 ص 126
(16) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثالث ص 271
(17) فى كتابة دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجرى مجلد 7 ص 622
(18) ( طالب بكلية البروباجندا الرومانية وهى كلية أنشأها الكاثوليك ويتعلم فيها أبناء الأقباط الذين أنضموا إلى الكاثليك)
(19) الأمة القبطية وكنيستها الأرثوذكسية - لفرنسيس العتر ص 59
(20) عن نشرة لجمعية نهضة الكنائس القبطية الرثوذكسية المركزية بالقاهرة , وزعت فى حفلة أحياء لذكرى المعلمين إبراهيم وجرجس الجوهرى ص 11 - 15 أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثالث ص 251
=================





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سلام ونعمة رب المجد يسوع