ولكن … مصبوغين
أبانا
السماوي .. الله الذي أحبنا إلى المنتهى .. بالرغم من خطيتنا وابتعادنا
عنك .. يا من اشتقت إلينا ودبرت رجوعنا إليك مرة أخرى .. كم كلفك هذا يا
إلهي؟ .. كلفك أن تبذل ابنك الحبيب الكائن في حضنك كل حين ..
تنازلت
ونظرت إلى ذلنا وإطَّلعت من علو مقدسك علينا في حب وإشفاق .. و أرسلت ابنك
الحبيب ليتجسد من بطن البتول فخر البرايا .. ومشى بين الناس كإنسان .. صار
بشبهنا ما خلا الخطية ليصيرنا بشبهه على مثاله ورسمه ..
دبرت
يا ضابط الكل ظهور السابق الصابغ ، نبي الحق قبل ظهور وحيدك الكلمة في
الجسد .. شاهداً ومشيراً للآتي .. سبق في المسير ليتقدم أمام وجهه ليعد
لابنك شعباً مستعداً .. مشيراً صادقاً وشاهداً أصيلاً .. إذ سبق ونادى إني
لست المسيح ، أنا صديق العريس .. سبق
أعظم
مواليد النساء ورأى الحبيب .. رآه بعين عروس النشيد .. رآه أبيض وأحمر ..
عينه السابقة رأت عليه قرمز رداء العرس .. عرس خلاصه العجيب .. ونظره مع
صفورة كعريس دم .. ورفع رأسه ونظره مقبلا عليه فحياه بلقب يعرفه بروح سابق
وقال شاهداً للحق هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم .. أُظهر العريس
بمناداة صديق العريس .. وكمل كلامه لبني جنسه انا عمدتكم بماء ولكن سيأتي
بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذاءه ، هو سيعمدكم بالروح
القدس ونار ..كملت شهادته وسبق فأعد الطريق لمجيء العريس إلى أرض شقاءنا
..
عريس
نفوسنا الحبيب .. الإبن الوحيد الكائن قبل الدهور في حضن أبيه .. جئت إلى
الاردن لتصطبغ بماءه من يد المعمدان .. أكملت كل بر .. رفعت خطايا شعبك ..
حملت في جسدك خطايانا .. حملت أوجاعنا وآلامنا وأحزاننا .. آه .. كم تحملت
لأجلنا ؟ .. شهد الصابغ لك أيها الحمل الحقيقي .. أنك الآتي ، مخلص العالم
.. وشهدت السماء .. الآب الذي أنت متحد به ولم تنفصل قط عنه جوهرياً يشهد
أن هذا هو
ابني
الحبيب الذي به سررت .. والروح يعلن أن رئيس السلام جاء إلى أرضنا ليصنع
سلاماً لنا وينهي إغترابنا في العالم ويصالحنا فيه بدم كريم أٌظهر في أواخر
الدهور لتقديسنا .. فظهر في شكل حمامة ..
إكتملت
الشهادة .. تحققت النبوات .. لتفرحوا أيها الأنبياء .. افرح وارفع صوتك
بحمد وتهليل يا إشعياء العظيم فقد جاء رجل يطلب السلامة ، ليس للأمة فقط بل
وللعالم كله .. عتيق الأيام ظهر في الجسد وتراءى لنا في شبه جسد الخطية
ليصير خطية لأجلنا .. جاء إلينا وأعدنا بصبغته في الأردن لإقتبال صبغة
الخلاص ..
لنصير
مصبوغين لابدم تيوس وعجول بل بدم كريم لحمل بلا عيب .. لنصير معه ورثة ولا
يستحي أن يدعونا إخوته .. إذ إشترك هو في لحمنا ودمنا ليبيد سلطان المشتكي
علينا .. ذبح واشترانا لنصير بر الله فيه ..
آه
يا حبيبي .. ياعريسي .. يا مخلصي الصالح .. يا من إعتمدت بنا ولأجلنا
وصيرتنا متحدين معك .. أعطيتنا المعمودية من الماء والروح القدس ، الصبغة
المقدسة رسماً ومثالاً لموتك المحيي على عود الصليب وقيامتك من الأموات ..
صرنا نجتاز موتاً وقيامةً.. لنتحد معك بشبه موتك فنخلص بحياتك ..موتاً
لعتيق ، يصلب ويموت .. وقيامةً لجديد ، يحيا فيك ولك.. نشكرك يا عريس
نفوسنا .. إذ أرسلت لنا الروح البارقليط ليسكن فينا ويعدنا ويجملنا لك ..
يجعلنا نحن أيضا سابقين لمجيئك الثاني على السحاب .. شاهدين لك على الارض ،
نكرز ونصرخ ونشهد لك ..
نعلن
مجدك ونرفع اسمك في حياتنا .. كما أخبر يوحنا بمجيئك الأول في الجسد ،
نخبر نحن أيضا بمجيئك الثاني المملوء مجداً .. شهد يوحنا بمعمودية التوبة
للشعب فصار السابق الصابغ .. أما نحن فنشهد بمعموديتنا نحن من الماء والروح
لنصير سابقين لمجيئك الثاني ولكن مصبوغين .. يرى فينا الناس جمالك ويرجعوا
إليك بكل قلوبهم ..
يا
مخلصي .. إغرس فيَّ هذا واجعلني دائماً أذكر ذلك .. أني مصبوغ لأكون سابق
لك .. أشهد لك ولبرك وعملك الخلاصي العجيب وافتدائك للإنسان أمام كل أحد ..
دعني ألَّا أنسى رسالتك فيَّ للعالم .. أني ملح للأرض ونور للعالم ..
أمين إستجب لنا أيها المسيح إلهنابشفاعة البتول مريم العذراء سيدتنا وفخر جنسنا وشفاعة السابق الصابغ يوحنا المعمدان
مبارك أنت بالحقيقة مع أبيك الصالح والروح القدس لانك إعتمتدت وخلصتنا
إرحمنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سلام ونعمة رب المجد يسوع