الجمعة، 18 أكتوبر 2013
بابا صادق - الطائر الروحانى
ولد الطفل صادق روفائيل في 5 نوفمبر 1899 من أبوين مسيحيين قديسين وكانت نشأته الأولى في حي روض الفرج بشبرا مصر، وسط إحدى عشر أخ ماتوا جميعا في سن مبكرة إلا هو.
و كان أبواه ممتلئين بالروح، بسطاء، حباهم اللـه بالإيمان الحي ومخافته فكانت نعمة اللـه دائما حالة على وجوههم فتعلق بهم الطفل صادق بحب شديد فكان لا يرى فيهم منذ صباه المبكر إلا عمل اللـه معهما في صور الوداعة والمحبة والصبر والقداسة والطهارة وصلاتهم الدائمة بالشكر في كل حين ، فتيقظت مداركه على القداسة والطهارة والمحبة والإيمان من خلال قدوة والديه له الذين كان القديس يعتبرهما أساس حياته ونشأته، وكان القديس منذ طفولته يلازم والدته القديسة في القداسات الإلهية التي كانت لا تتركها وفي المساء كان دائما بصحبة والده في الاجتماعات الروحية التي كان والده لا يمل من أخذ بركة حضورها.
ورغم أن علاقته بأبيه منذ طفولته قامت وتأسست على الاحترام المتبادل وعمق الحب، إلا أنه وقف أمامه في أحد المرات ليعلمه درسا روحيا قويا يثبت لنا تكامل شخصيته ونضوج روحياته منذ حداثة عهده، ففي ليلة أحد الأعياد زار عائلته بعض من الأقارب ومعهم بعض الخمر وقدموا منها لأبيه ليشرب، فما كان من الطفل صادق البالغ من العمر حينئذ 4 أعوام، أن غمس قطعة من اللحم بقليل من الخمر وقدمها للكلب الذي في منزلهم، فتأفف من رائحتها، فصرخ الطفل في أبيه قائلا "إيه يا بابا القرف اللي انت ها تشربه ده، ده الكلب قرف من ريحتها) فانتهره الحاضرون وقالوا له "عيب يا ولد تقول لأبوك كده" فرد أبوه قائلا "صادق على حق" ورفض أن يشرب الخمر وأيضا الحاضرين معه.
حياة الشباب :
تمتع في شبابه بنبوغ غير عادى في علمه وثقافته، وكان محبا للقراءة جدا في جميع الكتب العلمية والأدبية والأجنبية متأملا في معانيها، وكان يدون في صفحاتها أفكاره الخاصة وإحساسه من جهة كل موضوع، وكان يلذ له القراءة جدا وبخاصة بعد أن يستيقظ من النوم مبكرا ويلعب قليلا من الرياضة ثم يستمتع بالقراءة التي أضافت عمقا وقوة لشخصية وترسيخا لأفكاره ومبادئه، لذلك تفوق جدا في دراسته وقت أن كان بمدرسة الأقباط الثانوية بالقاهرة.
ويبدو أن هذا القديس كان مختارا منذ البداية، وكانت كلمات النعمة والحكمة والذكاء التي تحلى بها منذ صغره تبهر الآخرين وتجذب انتباه جميع من حوله وكانوا يحبون أن يستمعوا إلى آرائه في الفلسفة والعلم وكانت من مواهبه منذ صباه انه حينما يقرأ أي كتاب يستطيع استيعاب كل ما جاء به بالكامل بعد أي وقت يمضى ويستطيع أن يسترجع كلمات كل صفحة على حدة كما لو كان يقرؤها ويذكر مواضع الكلمات والصفحات مهما طالت المدة.
رحيل والده :
كان صادق متعلقا بحب والديه حبا شديدا فإن تألم أحدهما يجلس بجواره صائما وباكيا بدموع كثيرة حتى يزول الألم أو الضعف الذي كان يراه فيهما، لذلك كانوا دائما ما يخفون عنه أمراضهم وأوجاعهم لعلمهم بمدى رقة عواطفه ومحبته وحساسيته الزائدة في التألم من أجلهم.
ثم جاء وقت مرض فيه والده بالسرطان وكان صادق في هذه الفترة لا يكف عن البكاء الشديد إلى اللـه وبلجاجة كي يمنح والده المتألم نعمة الشفاء وكان دائما يعاتب الرب بقوله "أبويا ده لازم تشفيه"
هذا وقد ترك القديس مذكرات ضمن ما سجله في حياته عن الفترة التي عايش فيها والده في مرضه وشاركه آلامه، تعتبر غاية في روعة الحب والإخلاص لوالده منهايوميات مسجلة بخط يده "مناجاة لوالده" يصور فيها كل الأحداث والوقائع التي يمر بها والبعض منها ما دونه بعد انتقال والده متذكرا ما حدث، ونقتطف هنا ما سطره في أحد الأيام في السنة التالية لانتقال والده (يوم 12/8/1924) فيقول " كان الأحد.. نهضت من نومك يا حبيب قلبي وقد بدأ عليك الفتور إلا في تأدية واجبك للـه ، أقوم على رفع صوتك بالصلاة لربك، ذلك الصوت الذي كان يملأ قلبي غبطة إذ اعتقد انك تعافيت وزال عنك الألم ولكن هو قوة إيمانك يغلب المرض ويقهر الألم. ارتديت ملابسك وأخذت شمسيتك وخرجت متوكلا على ربك كعادتك، عدت أنهب الطريق نهبا، فوصلت قبل وصولك، وحتى هذا اليوم لم أكن أدرى بحقيقة مصابك، تدخل من باب الشقة فتحيى والدتي وتبادرها "فين صادق" وبلهفة قبل أن تجيبك تكون ساقاك قد أسرعتا إلى الغرف تبحث عنى فإذا ما وقعت عينك على هدأ قلبك وظهرت علامات الارتياح على وجهك فتقول لي "سعيدة يا حبيبي، جيت امتى؟" تسألني عن نفسي وأنا بتمام العافية، قد نسيت نفسك في كل شئ لأجلى يا بابا.
لكن اللـه في إرادة مشيئته سمح أن ينتقل والده البار سنة 1923 وقد كان صادق في عامه الثالث والعشرون، فتسلم رعاية والدته الحبيبة بعدها عاش في حزن وألم شديدين جدا وهو لا ينقطع عن الصلاة ويطلب من اللـه أن يقيم له أبوه ثانية فكان يناجيه بثقة وإيمان "يارب لازم تصحيلى أبويا من الموت أبويا ده ما يموتش انت أخذته منى ليه؟ أنا ما اقدرش أعيش من غيره". وكان في ذلك الوقت لا يستطيع أحد أن يجرؤ ويعزيه لمعرفتهم بشدة بتعلقه بأبيه حتى أن أحد جيران العائلة قال "أنا أتحدى أن أجد إنسان واحد في العالم كله يستطيع أن يجرؤ ويتقدم ويعزى صادق أفندي في وفاة والده ويقول له (البقية في حياتك).
و كان وقت وفاة والده يشتغل بمصلحة المساحة في الجيزة كموظف مبتدئ حيث التحق بها بعد حصوله على الباكالوريا أدبي، وفي ذهابه لعمله يسير على قدميه من الصباح الباكر من روض الفرج إلى الجيزة وفي أماكن مقفرة حتى لا يرى الناس وهو لا ينقطع عن مناجاة اللـه في الخلاء وبدموع غزيرة حتى يقيم له أبيه من الموت. فقد كان في حزن شديد بسبب رحيله.
غير أن السماء أرادت تعزيته وتنهضه مما هو فيه، فبعد أسبوع من نياحة والده سمع القديس أثناء سيره في حديقة الأورمان بالجيزة (و هو ذاهب إلى عمله)صوت الرب يسوع واضحا جدا قائلا:"صادق .. صادق.. زي ما انت عايز أبوك .. أنا عايزه"و تكرر الصوت على ثلاثة دفعات، شعر بعدها القديس براحة وسلام ولكنه لم يستطع أن ينسى أبوه، وظل أيضا حزينا على انتقاله حتى جاءه نفس الصوت بعد أسبوع آخر وفي نفس المكان بجوار حديقة الأورمان وهو يقول له:"صادق .. صادق.. تحب أبوك اكتر منى؟و تكرر الصوت 3 مرات.
شعر بعدها القديس بسلام عميق يفوق كل عقل يغمر نفسه وأدرك بالنعمة مخاطبة اللـه إياه شخصيا بهذه الكلمات، إرادة اللـه بانتقال والده فتحولت صلاته إلى شكر دائم فكان يقول في صلاته:"أشكرك ياربى إذ أدركت بانتقال والدى حبك الفائق، إذ كانت محبتي له صورة مصغرة للمحبة التي اشعر بها الآن من نحوك، فكأنك كنت تشعرني بصورة محبتك عن طريق أبى، والآن تمتعت بك انت يا أصل الحب وأصبحت كل حبي الذي له وفيه وبه أحيا كابن حقيقي لك". كما كان يقول أيضا في صلاته "انت ليه يارب ماخدتش أبويا ده من زمان، اللي كان حاجب عنى حبك وحارمنى من رؤيتك وإحساسي بمحبتك اللي أنا حاسس بيها دلوقت".
و هكذا تبدلت في صادق عاطفة حسية مادية بأخرى روحية سماوية وارتفعت مداركه الروحية لأعلى المستويات بعد هذا الأمر فماتت بداخله كل عاطفة بشرية أرضية واتجه بكل جوارحه إلى حب الرب فعاش بطبيعة جديدة منحه إياها الروح القدس بكل قداسة من فكر وإحساس وإدراك حتى تغرب عن البشريين واكتفى بالرب ولا نبالغ إذا قلنا أنه عاش فترة من حياته حتى سن الخمسين من عمره لا يعرف أحدا وليس له علاقة بأحد من عمق محبته في شركة الرب والقديسين.
شهوة البتولية :
انتقلت والدته سنة 1933 وكانت أخر كلماتها له أن يعتنى بزوجة أخيه المتوفى وإلا يتركها حيث كانت تعلم برغبته في الذهاب إلى الدير للرهبنة.. وقد أطاع القديس وصية أمه ولم يذهب إلى الدير مؤمنا أن اللـه تكلم على فم والدته وعاش في العالم يعتنى بزوجة أخيه المتوفى وابنتها كراهب وهو في العالم، فقد كان في حياته موظفا وفي منزله مدبرا للبيت كان مثالا حقيقة للراهب الحقيقي مما يؤكد أن الرهبنة ليست بالصورة والمظهر فقط وإنما هي بالجوهر والقلب وكان يعتبر أن الراهب الحقيقي هو الذي تتضح فيه رهبة أي مخافة اللـه في كل وقت.
و قد حاولت عائلته العمل على زواجه بطرق عدة أما هو فكان يعلم أن اللـه لابد أن يظهر إرادته بوضوح فكانوا يذهبون به لزيارة عائلات كثيرة ليرى بناتهم لعله يتحرك بالرغبة في الزواج لكنه كان عندما يسأل عن رأيه بعد الزيارة يقول لهم "لم اشعر بأي قابلية" وكان يصلى ويقول "يارب إن شئت لي بحياة الزواج فلتكن إرادتك يارب، وإن شئت لي بحياة البتولية فلتكن إرادتك".
و قد اتفق أن ذهب أحد أقاربه إلى إحدى العائلات المسيحية واتفق معهم على خطبة ابنتهم لهذا البار وفي نفس الليلة ظهرت رؤية للفتاة التي كانت لها الرغبة في الزواج منه، ظهر لها المسيح له المجد بملابس بيضاء وفي يده ورقة مكتوب عليها بالذهب "صادق روفائيل" ولما همت الفتاة إن تأخذ الورقة من يد المسيح وجدت المسيح له المجد يبعد الورقة عن يدها وهو يقول لها "لأ .. صادق هذا إناء مختار لي" وعلم الجميع برؤية الفتاة لكن أهله لم يقتنعوا إلا بعد أن أقاموا قرعة من 5 ورقات مكتوب فيها نعم، لا ،انتظر قليلا، يؤجل، الزواج حالا. وجعلوا طفلة صغيرة تسحب إحدى الورقات فكانت ورقة "لا" وتكررت 3 دفعات فخضع أهله أخيرا وأهل هذه الفتاة لارادة اللـه ولم يعد أحد يفاتحه بعد ذلك في موضوع الزواج.
وظيفته الحكومية :
عاش في وظيفته مثالا للموظف المسيحي الحقيقي الذي يحيا بطاعة الروح القدس، نورا للعالم وملحا للأرض، كان شديد الأمانة وصادق في قوله ومتمسكا بالحق وملما بشئون عمله، وكان دائم الدفاع عن المظلوم فكان يلجأ له كل من له مشكلة فيكتب له مذكرة مطالبا فيها بحقه، ولم يحدث إن تدخل في آي مشكلة إلا وانتهت بالحل وإظهار الحق لصاحبها.
كان يؤمن إن الروح القدس يعلمه كل شئ، وكلما امتلأ من معرفة اللـه كلما سهل عليه أدراك علوم العالم بمعرفة اصل العلم ومصدره الذي هو اللـه. ولذلك كان باستطاعته بنعمة الـه فيه أدراك كثير من العلوم وإن كان قد حصل على شهادة الحقوق باللغة الفرنسية أثناء وظيفته وأتقن 4 لغات كان يتكلم بها في فصاحة (اللغة القبطية والعربية الفصحى والإنجليزية والفرنسية) وكان ملما باللغة الإيطالية والألمانية وتمكن من معرفة كل هذه اللغات بالقراءة والاطلاع. وقد عاون في أحيان كثيرة بإعداده رسائل ماجستير ودكتوراه في علوم مختلفة لبعض أولاده في الرب منهم :
- المشاركة في رسالة دكتوراه في أحد فروع علم النفس للأستاذ كمال حبيب (المتنيح الأنبا بيمن – أسقف ملوى)
- المشاركة في رسالة دكتوراه للأستاذ / مجدي رزق – زوج تاسونى عفاف (ابنة المتنيح القديس القمص ميخائيل إبراهيم)
إلا انه كان يعتبر أن ما يميزه من ثقافة عالية وخبرة واسعة ومركز عالي وألقاب علمية كل هذا لا قيمة له بتاتا بجانب شهادته الأولى والكبرى وهي شهادة "الامتلاء من الروح القدس".
أخر عمل قام به كان مديرا لمكتب مدير عام مصلحة المساحة ، ويحكى أنه جاءه ذات يوم شفيق وكيل وزارة الأشغال الذي كان مديره السابق وهو يقول له "إن شفيق يشكر فيك ويمتدح أمانتك له جدا" فقال له القديس بالحرف الواحد "أنا مش أمين لشقيقك" فرد المتحدث"كيف ذلك، إن أخي يشكر فيك" فقال له القديس "إن أمانتي لشقيقك بطريق غير مباشر أعنى أمانتي متجهة لالهى الذي احبه واعبده ومنها إلى شقيقك بطريق غير مباشر" فتعجب السامع جدا وقال تلقائيا مأخوذا بما سمع "اللـه اكبر".
انتقاله إلى الإسكندرية :
شاء الرب أن ينتقل هذا القديس بعد إحالته للمعاش إلى الإسكندرية وكان هذا في منتصف سنة 1960 وكانت دوافع هذا الانتقال هي الآية المقدسة "إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو أشر من غير المؤمن" (1تى 5 :8). فسعى نحو عائلته بالإسكندرية حتى يعتنى بحياتهم الروحية، وقد أخذ على عاتقه رعاية فايقة (زوجة أخيه المتوفى) وابنتها حكمت (و من بعدها أولادها) وكان يشارك الأطفال دراستهم وخروجهم حتى يكشف لهم حلاوة عشرة المسيح وحبه عمليا ولكنه لاقى حروبا شديدة من زوج حكمت ومعا ومعاكسته له بعناد مستمر ضد خلاص نفسه وقد عانى منه القديس أتعابا مرة للغاية.
وكان انتقال القديس إلى الإسكندرية سبب بركة ليس لعائلة القديس فقط بل أيضا للكثيرين من أولاد اللـه ورغم انه كان يخفى نفسه بأنواع وطرق شتى عن الاختلاط بالناس إلا أن اللـه سمح أن تفوح رائحته الذكية لتعطر هذه المدينة المحبة للمسيح. فاجتمع حول هذا البار عدد كبير من الروحيين لمسوا بركته وإرشاده وأبوته ليشتركوا في حياة التوبة والجهاد الروحي التي يحياها القديس وكانوا يدعونه "بابا صادق".
أعماق روحانياته :
أ- محبته للـه :
كان عندما يعود من عمله بالمصلحة يخلع ساعته ويضعها في جاكتة البدلة قائلا "الوقت مع المسيح لا يحد بزمن". لأنه كان يعتبر أن وقته كله بعد عمله ملك للمسيح فقط. فكان بعد عودته لمنزله يقرأ إنجيله وكانت كلمات الإنجيل تفيض عليه من التأملات الكثير والكثير فتدخله بحر الحب السماوي بلا شبع. وكان يقول أنه لم يقرأ كتب كثيرة لكنه تعلم كل شئ من الإنجيل فقط بإرشاد الروح القدس. ومن عادته حينما كان بالإسكندرية أن يخرج من الصباح الباكر ويذهب إلى البحر ويجلس على صخرة بعيدة عن الشاطئ ويقرأ في الإنجيل أو يسرح في حب اللـه ولا يشعر بالوقت إلا بحلول الظلام.وكان هذا الأمر يتكرر كثيرا في أماكن خلوية. وقد انعكست قوة حبه للـه على الآخرين فكان يفيض بحب غير عادى على كل إنسان يقابله في حياته، حتى أن إحدى بناته الروحيين بالإسكندرية قالت يوما "مهما اجتهد الوعاظ في شرح محبة اللـه فلم نكن ندركها كما أدركناها ولمسناها في حبيبنا بابا صادق، ويقول أحد أبنائه بالروح "يكفى أن بابا يقول لي عندما يراني .. يا حبيبي يا ابني وحشتني ". ومحبته هذه كانت مستعدة كل حين لتقديم نفسها ذبيحة حب لكل إنسان عرفه أو حتى لم يعرفه لأنها متصلة ومستمدة قوتها من يسوع المحب الذي بذل نفسه فداء عن البشرية.
ب- صلواته :
كان القديس يشعر بأن القداس الإلهي والأسرار هي دعامة حياة المسيحي الروحية ولا توجد حياة روحية بدون هذا الأساس الراسخ وقد أوضح القديس مرارا أن سبب تعزيته الدائمة هي شركته بالقداس الإلهي. وكان في القداس يفيض بحرارة الروح القدس الملتهبة بنظره الدائم المركز في جسد الرب ودمه الأقدسين ملتقيا بروحه في السماء مع حب المسيح الفائق المعلن في هذه الذبيحة وكان عند تقدمه بشوق للتمتع بنعمة التناول كان يظهر فيه فرح المسيح الذي لا ينطق به ومجيد، وهنا يعلق الأب المبارك القمص لوقا سيداروس "سيظل هذا المنظر عالقا بذهني ما حييت، منظر عم صادق في الكنيسة أثناء القداس، لأنى اشهد بالحق أنني لم أرى مثل هذا مطلقا فهو يدخل الكنيسة ويسير بخشوع شديد إلى الهيكل الجانبي ويسجد في وقار شديد ثم يدخل إلى مقصورة الرجال ويسجد ناحية المذبح ثم يقف كمن تسمرت قدماه لا يتحرك طوال القداس إلى النهاية. ومن لحظة وقوفه تجاه المذبح تظل عيناه بفيضان بالدموع . هكذا رأينا جميع القداسات التي عاشها في الكنيسة لم تكف عيناه عن البكاء في قداس واحد. من أين تأتى هذه الدموع الغزيرة سوى من قلب نقى ومشاعر روحية مرهفة وإحساس حقيقي بحضور المسيح. وبعد الانتهاء القداس كان يخرج مسرعا إلى منزله لا يرغب في مواجهة إنسان أو التحدث إلى أحد ولما سئل عن ذلك قال "أنني يا أولادي بعد أن اخذ نعمة المسيح بالتناول لا أريد أن أعود للمنزل إلا لأستمتع به وبشركة الحب الإلهي ولا ارغب أن يعطلني شئ عن ذلك وخاصة بعد التناول مباشرة حتى لا يسرق أحد منى هذه البركة".
الخميس، 17 أكتوبر 2013
سيرة القديس العظيم الانبا بيشوى
الرب يختاره
وُلد القديس الأنبا بيشوى في شنشا قرية بمحافظة المنوفية حوالي سنة 320م وكان أحد ستة اخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم رأت الأم ملاكًا يطلب منها: "إن الرب يقول لكِ اعطني أحد أولادكِ ليكون خادمًا له جميع أيام حياته" وكانت إجابتها: "هم جميعهم للرب يا سيدي الذي يريده يأخذه" مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: "هذا فاعل جيد للرب" وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر وكانت الإجابة: "إن قوة الرب في الضعف تكمل"
رهبنته في شيهيت
إذ بلغ العشرين من عمره في عام 340م انطلق الشاب بيشوي إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس وقد عكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته فنما في الفضيلة والتهب قلبه حبًا لله حياة الوحدة إذ تنيح الأنبا بموا اتفق تلميذاه أنبا بيشوي وأنبا يحنس القصير أن يقضيا ليلة في الصلاة يطلبان إرشاد الله وكان من ثمرتها أن ظهر ملاك لهما وطلب أن يبقى القديس يحنس في الموضع وحده فأطاع الأنبا بيشوي وخرج من الموضع مفارقًا صديقه وصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد حوالي ميلين عن القديس يحنس جهــاده إذ كان محبًا للصلاة صنع ثقبًا في أعلى المغارة جعل فيه وتدًا وأوثق فيه حبلاً ربط به شعر رأسه حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه قيل انه كثيرًا ما كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر وقد دُعيّ "بيشوي الإرميائي" أما عن العمل اليدوي فكان يراه جزءًا هامًا لبنيان حياته الروحية
حياته الروحية
وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل وقد روى عنه صديقه القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له أما هو فقال له: "ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب وليس لهم أن يأخذوا منه شيئًا امضِ إلى قرى مصر ووزعه على الفقراء الرب يباركك" وإذ مضى الرجل ودخل القديس قلايته لاقاه إبليس وهو يقول: "لقد تعبت معك جدًا يا بيشوي" أجابه بإيمان: "منذ سقطت وتعبك باطل"
شركته مع ربنا يسوع
خلال قلبه النقي البسيط كان يلتقي بالسيد المسيح على مستوى الصداقة يدخل معه في حوار وينعم بإعلاناته الإلهية وينظره قيل إنه إذ كان مثابرًا في نسكه الشديد وصلواته ظهر له السيد المسيح ليقول له: "يا مختاري بيشوي السلام لك قد نظرت تعبك وجهادك وها أنا أكون معك" مرة أخرى إذ ظل قديسنا صائمًا مدة طويلة ظهر له السيد وقال له: "تعبت جدًا يا مختاري بيشوي" فأجابه القديس: "أنت الذي تعبت معي يا رب أما أنا فلم أتعب البتة" مرة ثالثة ظهر له السيد وقال له: "افرح يا مختاري بيشوي أتنظر هذا الجبل؟ إني أرسل لك رهبانًا يملأونه ويعبدونني" قال له القديس: "أتعولهم يا رب في هذه البرية؟" أجاب الرب: "إن أحبوا بعضهم بعضًا وحفظوا وصاياي فإنني أرزقهم وأعولهم في كل شيء" قال له: "هل تنجيهم من كل الشدائد المذكورة في الإنجيل؟" فقال له الرب: "الذي يخافني ويحفظ وصاياي أخلصه وأنجي من يطيعني من كل تجاربه" ثم باركه وارتفع ظهر له السيد المسيح تحف به الملائكة فسجد له القديس ثم أخذ ماءً وغسل قدميه وعزاه الرب وباركه واختفى شرب القديس من الماء وترك نصيبًا لتلميذه وإذ جاء التلميذ طلب منه القديس أن يشرب من الماء الذي في الإناء داخل المغارة وألحّ عليه وإذ لم يطع ذهب أخيرًا ليجد الإناء فارغًا روى له القديس ما حدث فندم التلميذ وصار في مرارة من أجل عدم طاعته إذ كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مرارًا طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده الرب أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده ففرح الإخوة جدًا وانطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخرة التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب فجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئاً فشيئًا فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل فتطلع إليه وهو يقول له: "السماء لا تسعك والأرض ترتج من جلالك فكيف يحملك خاطئ مثلي؟" وإذا بالسيد المسيح يبتسم له ويقول له: "لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فسادًا" ثم اختفى ولا يزال جسده محفوظًا بديره لا يرى فسادًا وإذ عرف الإخوة بما حدث حزنوا إذ عبروا بالشيخ ولم ينالوا بركة حمله
لقاء مع مار إفرآم السرياني فبثارة الروح القدس
جاء إليه القديس إفرآم السرياني بناء على دعوة إلهية التقيا معًا وكان مار إفرآم يتكلم بالسريانية والأنبا بيشوي بالقبطية لكن الأخير سأل الله أن يعطيهما فهمًا فكانا يعظمان الله دون حاجة إلى مترجمٍ سمع القديس مار إفرآم السرياني من الأنبا بيشوي عن خبرة آباء مصر الرهبانية وخاصة سيرة القديس مقاريوس الكبير وبعد أسبوع رحل جاء أخ إلى القديس أنبا بيشوي طالبًا أن ينال بركة مار إفرآم وإذ عرف إنه رحل أخذ يجري لكي يلحق به لكن القديس بيشوي ناداه وقال له إنه لن يلحق به لأن سحابة قد حملته جاء عن أنبا إفرآم أنه ترك عكازه أمام مغارة القديس أنبا بيشوي
زيارة الملك قسطنطين له
إذ مضى القديس يحنس القصير إلى صديقه أنبا بيشوي سمعه وهو خارج القلاية يتحدث ولكن لما قرع الباب وفتح له لم يجد أحدًا فسأله عمن كان يتحدث معه فأجاب: "قسطنطين الملك حضر عندي وقال: ليتني كنت راهبًا وتركت ملكي فإني لم أكن أتصور هذه الكرامة وهذا المجد العظيم الذي للرهبان إني أبصر الذين ينتقلون منهم يُعطون أجنحة كالنسور ولهم كرامة عظيمة في السماء"
إسحق الذى تهود
كان للقديس تلميذ يُدعى إسحق نزل إلى العالم والتقت به امرأة يهودية أغوته فتهوّد وعاش معها إذ رأى إسحق بعض الرهبان سألهم عن القديس أنبا بيشوي وطلب منهم أن يقولوا له: "ابنك إسحق اليهودي سقط ويطلب منك أن تصلي لأجله لكي ينقذه الرب" وإذ سمعت المرأة ذلك قالت: "ولو حضر بيشوي إلى هنا لأسقطته" رجع الرهبان إلى أبيهم ونسوا ما حدث فقال لهم القديس: "ألم يقل لكم أحد كلامًا لأجلي؟" أجابوا": "لا" قال لهم: "ألم تلتقوا بإسحق اليهودي؟" عندئذ قالوا له ما حدث فتراجع إلى خلف ثلاث خطوات وفي كل مرة يرشم نفسه بعلامة الصليب تعجب أولاده من ذلك وقالوا له: "حتى أنت يا أبانا تخاف من هذه المرأة؟" أجاب في اتضاع: "يا أولادي إن المرأة التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان من يكون بيشوي المسكين حتى يقف أمامها؟ ليس من يغلب حيل الشيطان في النساء إلا من كان الرب معه" وقد بقيّ صائمًا ومصليًا يطلب من أجل ابنه إسحق حتى خلصه الرب وتاب
الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت
تركه شيهيت إذ حدث الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت سنة 407 م هرب الرهبان من البرية؛ ولما سأل القديس يحنس القصير الأنبا بيشوي: "هل تخاف الموت يا رجل الله؟" أجاب: "لا لكنني أخاف لئلا يقتلني أحد البربر ويذهب إلى جهنم بسببي" مضى الأنبا يحنس إلى جبل القلزم عند دير الأنبا أنطونيوس حيث تنيح هناك ومضى الأنبا بيشوي إلى مدينة أنصنا ـ قرية الشيخ عبادة بملوي ـ
نياحته
وسكن في الجبل هناك قرية الشيخ عبادة بملوي حيث توثقت علاقته هناك بالقديس أنبا بولا الطموهي حتى طلب من الرب ألا يفترقا حتى بعد نياحتهما وتحقق لهما ذلك ظل القديس في غربته حتى تنيح في 8 أبيب ـ سنة 417م ـ وقد بلغ من العمر 97 عامًا ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا ثم تنيح القديس بولا الطموهي وتولى الأنبا أثناسيوس ـ من أنصنا ـ جمع القديسين ودفنهما معًا في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا ـ دير البرشا ـ وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت
وُلد القديس الأنبا بيشوى في شنشا قرية بمحافظة المنوفية حوالي سنة 320م وكان أحد ستة اخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم رأت الأم ملاكًا يطلب منها: "إن الرب يقول لكِ اعطني أحد أولادكِ ليكون خادمًا له جميع أيام حياته" وكانت إجابتها: "هم جميعهم للرب يا سيدي الذي يريده يأخذه" مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: "هذا فاعل جيد للرب" وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر وكانت الإجابة: "إن قوة الرب في الضعف تكمل"
رهبنته في شيهيت
إذ بلغ العشرين من عمره في عام 340م انطلق الشاب بيشوي إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس وقد عكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته فنما في الفضيلة والتهب قلبه حبًا لله حياة الوحدة إذ تنيح الأنبا بموا اتفق تلميذاه أنبا بيشوي وأنبا يحنس القصير أن يقضيا ليلة في الصلاة يطلبان إرشاد الله وكان من ثمرتها أن ظهر ملاك لهما وطلب أن يبقى القديس يحنس في الموضع وحده فأطاع الأنبا بيشوي وخرج من الموضع مفارقًا صديقه وصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد حوالي ميلين عن القديس يحنس جهــاده إذ كان محبًا للصلاة صنع ثقبًا في أعلى المغارة جعل فيه وتدًا وأوثق فيه حبلاً ربط به شعر رأسه حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه قيل انه كثيرًا ما كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر وقد دُعيّ "بيشوي الإرميائي" أما عن العمل اليدوي فكان يراه جزءًا هامًا لبنيان حياته الروحية
حياته الروحية
وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل وقد روى عنه صديقه القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له أما هو فقال له: "ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب وليس لهم أن يأخذوا منه شيئًا امضِ إلى قرى مصر ووزعه على الفقراء الرب يباركك" وإذ مضى الرجل ودخل القديس قلايته لاقاه إبليس وهو يقول: "لقد تعبت معك جدًا يا بيشوي" أجابه بإيمان: "منذ سقطت وتعبك باطل"
شركته مع ربنا يسوع
خلال قلبه النقي البسيط كان يلتقي بالسيد المسيح على مستوى الصداقة يدخل معه في حوار وينعم بإعلاناته الإلهية وينظره قيل إنه إذ كان مثابرًا في نسكه الشديد وصلواته ظهر له السيد المسيح ليقول له: "يا مختاري بيشوي السلام لك قد نظرت تعبك وجهادك وها أنا أكون معك" مرة أخرى إذ ظل قديسنا صائمًا مدة طويلة ظهر له السيد وقال له: "تعبت جدًا يا مختاري بيشوي" فأجابه القديس: "أنت الذي تعبت معي يا رب أما أنا فلم أتعب البتة" مرة ثالثة ظهر له السيد وقال له: "افرح يا مختاري بيشوي أتنظر هذا الجبل؟ إني أرسل لك رهبانًا يملأونه ويعبدونني" قال له القديس: "أتعولهم يا رب في هذه البرية؟" أجاب الرب: "إن أحبوا بعضهم بعضًا وحفظوا وصاياي فإنني أرزقهم وأعولهم في كل شيء" قال له: "هل تنجيهم من كل الشدائد المذكورة في الإنجيل؟" فقال له الرب: "الذي يخافني ويحفظ وصاياي أخلصه وأنجي من يطيعني من كل تجاربه" ثم باركه وارتفع ظهر له السيد المسيح تحف به الملائكة فسجد له القديس ثم أخذ ماءً وغسل قدميه وعزاه الرب وباركه واختفى شرب القديس من الماء وترك نصيبًا لتلميذه وإذ جاء التلميذ طلب منه القديس أن يشرب من الماء الذي في الإناء داخل المغارة وألحّ عليه وإذ لم يطع ذهب أخيرًا ليجد الإناء فارغًا روى له القديس ما حدث فندم التلميذ وصار في مرارة من أجل عدم طاعته إذ كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مرارًا طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده الرب أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده ففرح الإخوة جدًا وانطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخرة التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب فجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئاً فشيئًا فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل فتطلع إليه وهو يقول له: "السماء لا تسعك والأرض ترتج من جلالك فكيف يحملك خاطئ مثلي؟" وإذا بالسيد المسيح يبتسم له ويقول له: "لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فسادًا" ثم اختفى ولا يزال جسده محفوظًا بديره لا يرى فسادًا وإذ عرف الإخوة بما حدث حزنوا إذ عبروا بالشيخ ولم ينالوا بركة حمله
لقاء مع مار إفرآم السرياني فبثارة الروح القدس
جاء إليه القديس إفرآم السرياني بناء على دعوة إلهية التقيا معًا وكان مار إفرآم يتكلم بالسريانية والأنبا بيشوي بالقبطية لكن الأخير سأل الله أن يعطيهما فهمًا فكانا يعظمان الله دون حاجة إلى مترجمٍ سمع القديس مار إفرآم السرياني من الأنبا بيشوي عن خبرة آباء مصر الرهبانية وخاصة سيرة القديس مقاريوس الكبير وبعد أسبوع رحل جاء أخ إلى القديس أنبا بيشوي طالبًا أن ينال بركة مار إفرآم وإذ عرف إنه رحل أخذ يجري لكي يلحق به لكن القديس بيشوي ناداه وقال له إنه لن يلحق به لأن سحابة قد حملته جاء عن أنبا إفرآم أنه ترك عكازه أمام مغارة القديس أنبا بيشوي
زيارة الملك قسطنطين له
إذ مضى القديس يحنس القصير إلى صديقه أنبا بيشوي سمعه وهو خارج القلاية يتحدث ولكن لما قرع الباب وفتح له لم يجد أحدًا فسأله عمن كان يتحدث معه فأجاب: "قسطنطين الملك حضر عندي وقال: ليتني كنت راهبًا وتركت ملكي فإني لم أكن أتصور هذه الكرامة وهذا المجد العظيم الذي للرهبان إني أبصر الذين ينتقلون منهم يُعطون أجنحة كالنسور ولهم كرامة عظيمة في السماء"
إسحق الذى تهود
كان للقديس تلميذ يُدعى إسحق نزل إلى العالم والتقت به امرأة يهودية أغوته فتهوّد وعاش معها إذ رأى إسحق بعض الرهبان سألهم عن القديس أنبا بيشوي وطلب منهم أن يقولوا له: "ابنك إسحق اليهودي سقط ويطلب منك أن تصلي لأجله لكي ينقذه الرب" وإذ سمعت المرأة ذلك قالت: "ولو حضر بيشوي إلى هنا لأسقطته" رجع الرهبان إلى أبيهم ونسوا ما حدث فقال لهم القديس: "ألم يقل لكم أحد كلامًا لأجلي؟" أجابوا": "لا" قال لهم: "ألم تلتقوا بإسحق اليهودي؟" عندئذ قالوا له ما حدث فتراجع إلى خلف ثلاث خطوات وفي كل مرة يرشم نفسه بعلامة الصليب تعجب أولاده من ذلك وقالوا له: "حتى أنت يا أبانا تخاف من هذه المرأة؟" أجاب في اتضاع: "يا أولادي إن المرأة التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان من يكون بيشوي المسكين حتى يقف أمامها؟ ليس من يغلب حيل الشيطان في النساء إلا من كان الرب معه" وقد بقيّ صائمًا ومصليًا يطلب من أجل ابنه إسحق حتى خلصه الرب وتاب
الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت
تركه شيهيت إذ حدث الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت سنة 407 م هرب الرهبان من البرية؛ ولما سأل القديس يحنس القصير الأنبا بيشوي: "هل تخاف الموت يا رجل الله؟" أجاب: "لا لكنني أخاف لئلا يقتلني أحد البربر ويذهب إلى جهنم بسببي" مضى الأنبا يحنس إلى جبل القلزم عند دير الأنبا أنطونيوس حيث تنيح هناك ومضى الأنبا بيشوي إلى مدينة أنصنا ـ قرية الشيخ عبادة بملوي ـ
نياحته
وسكن في الجبل هناك قرية الشيخ عبادة بملوي حيث توثقت علاقته هناك بالقديس أنبا بولا الطموهي حتى طلب من الرب ألا يفترقا حتى بعد نياحتهما وتحقق لهما ذلك ظل القديس في غربته حتى تنيح في 8 أبيب ـ سنة 417م ـ وقد بلغ من العمر 97 عامًا ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا ثم تنيح القديس بولا الطموهي وتولى الأنبا أثناسيوس ـ من أنصنا ـ جمع القديسين ودفنهما معًا في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا ـ دير البرشا ـ وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت
الاثنين، 14 أكتوبر 2013
شريط اروح بحملى لمين - للمرنم وائل مهاود
شريط ( اروح بحملى لمين )
الترانيم
اروح بحملى لمين
انا جيت سلمتك
ضلت مشاعرى
ما اقدرش اوصف حبة
معاك رعاية ابدية
من احسانات الهنا
واثق يارب
يا ابرع جمال
يا ابو قلب طيب
شريط احن قلب - للمرنم وائل مهاود
المرنم وائل مهاود
شريط ( احن قلب )
الترانيم
احن قلب
انا باشكى حالى
انا بالحب اديتك
انت احن علينا
بحلم واتمنى
خونتك ومبعتنيش
دايما بترعانى
ربى الهى الحى
عمال اعافر
يا ابو القلب الطيب
كيف اختار شريك حياتى حسب المفهوم المسيحى ؟
ما كيف اختار شريك حياتى حسب المفهوم المسيحى ؟
هي مقاييس اختيار شريك الحياة أو شريكة الحياة؟
هي مقاييس اختيار شريك الحياة أو شريكة الحياة؟
الإجابة:
كثيراً ما يتساءل المقبلون على الزواج "كم يكون الفارق المثالى فى العمر بين الخطيبين؟" أو "هناك فارق تعليمى كبير بيننا فهل أوافق؟" أو "هى من عائلة أرستقراطية وأنا نشأت فى بيئة شعبية فهل يتناسب زواجنا".
ليس لمثل هذه الأسئلة ردود محددة، فلا يمكن -مثلاً- أن نقرر مدى عمرياً معيناً بين الخطيبين يصلح أن يطبق فى كل حالات الإرتباط إنما هناك مقاييس عامة فى الإختيار من بينها فارق السن.
مقاييس الإختيار الزيجى:
أ- مقاييس داخلية:
1- حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسى المتبادل.
2- حد أدنى من التناسب فى الطباع.
3- حد أدنى من الإتفاق على قيم أخلاقية أساسية.
4- حد أدنى من الإتفاق على أهداف مشتركة فى الحياة.
5- حد أدنى من التناسب الروحى.
ب- مقاييس خارجية:
1- الخصائص الجسمانية.
2- التناسب فى العمر.
3- التناسب فى المستوى الثقافى والتعليمى.
4- التناسب فى المستوى الاجتماعى.
5- الإمكانات الإقتصادية اللازمة لإتمام الزواج.
ويأتى القرار المناسب نتيجة للمحصلة النهائية لهذه المقاييس مجتمعة، ولكى يتمكن كل من الخطيبين من التأكد من صلاحية كل منهما للآخر ينبغى أن يأخذ فى الإعتبار الاحتياطات التالية:
1- الوضوح مع النفس: وبالتالى الصراحة التامة مع الآخر والمكاشفة المتبادلة بلا تمثيل، ولا تزييف للحقائق ولا إخفاء لأمور لها علاقة بحياتهما المشتركة المقبلة.
2- إتاحة فرصة كافية للتعرف: كل واحد على طباع الآخر عن قرب من خلال الأحاديث، والمواقف والمفاجآت المختلفة، وهذا يتطلب أن تكون فترة الخطبة كافية، بلا تسرع ولا تعجل.
3- الإستعداد المتبادل لقبول الآخر المختلف: "عنى" والتكيف على طباعه حتى لو استلزم ذلك "منى" التنازل عن أمور أفضلها ولا تروق له، أو تعديل سلوكيات وإتجاهات تعوقنى عن التفاهم معه والتلاقى به.. هذا هو أهم احتياط يؤخذ فى الإعتبار من أجل زواج ناجح.
4- تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة: حيث العاطفة الرومانسية خيالية، وتلتمس العذر لكل العيوب حتى الجوهرية منها، وتؤجل تصحيح الإتجاهات الخاطئة، وتضعف الإستعداد للتغير إلى الأفضل، فالعاطفة غير المتعقلة توهم الخطيبين بعدم وجود أية إختلافات، وتصور لهما استحالة حدوث أية مشكلات مستقبلية.
لو وضع كل خطيبين فى إعتبارهما هذه الإحتياطات الأربعة أو دربا نفسيهما على العمل بها، ثم أعادا النظر إلى المقاييس السابقة لصارت الرؤية أكثر وضوحاً، ولأختفى التردد فى صنع قرار الإرتباط (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فمن كان لديهما استعداد قبول الاختلافات والتكيف عليها أمكنهما تحقيق التناسب الكافى الذى يؤدى غيابه إلى أغلب الخلافات الزوجية.
أما بقية المقاييس الداخلية الأخرى فيمكن اكتشافها بغير صعوبة مادام هناك الوضوح، والفرصة الكافية، والعقل الواعى، حيث يمكن بلا عناء التعرف على وجود قيم وأهداف مشتركة، أما التناسب الروحى فهذا أمر يمكن إكتشافه أيضاً من خلال المواقف المختلفة، ويمكن أيضاً أن يجتذب أحدهما الآخر للمسيح فيكون الزواج سبب خلاص مشترك.
المقاييس الداخلية للإختيار -إذن- تشكل الأساس الراسخ للزواج، ولكن لا ينبغى أن نتجاهل المقاييس الخارجية: فكلما كان السن متقارباً كلما كان ذلك أفضل ولكن ليست هذه هى القاعدة الثابتة، إذ تلعب ديناميكية الشخصية دورها المهم، فتوجد شخصيات قادرة على تجاوز فارق السن، وشخصيات أخرى قد أصابتها شيخوخة نفسية مبكرة برغم صغر السن.. فالعبرة -إذن- بفاعلية الشخصية. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
كذلك كلما كان هناك تقارب فى المستوى التعليمى كلما كان ذلك مفضلاً، ولكن هناك شخصيات ذات مستوى تعليمى أقل، ولكنها قادرة على تعويض نقص التعليم بمضاعفة التثقيف الذاتى، بينما هناك شخصيات أخرى متعلمة ولكنها غير قادرة على التفكير السليم والحوار الفعال، والنظرة الموضوعية للأمور، فالعبرة -إذن- بفاعلية الشخصية.
كذلك يفضل أن يكون المستوى الاجتماعى والاقتصادى بين الشريكين متقارباً حيث يمكن للعائلتين التعامل بحرية مادام المستوى متناسباً، ولكن العبرة بمدى الحب الحقيقى بين الزوجين حيث يتجاوز الحب كل الفوارق الإجتماعية، ولكن زيجات من هذا النوع قد تتحداها صعوبات فى التعامل بين العائلتين كلما كانت الفجوة كبيرة بين الطرفين.
والخلاصة أنه يجب على المقبلين على الزواج التأكد من توافر المقاييس الداخلية، مع أغلب المقاييس الخارجية من أجل زواج ناجح.. وبرغم أن المحبة واستعداد قبول الآخر كما هو، ومن حيث هو، تتجاوز الفجوات، وتصالح المتناقضات، إلا أنه لا يفضل ضياع التناسب فى أكثر من مقياس خارجى واحد.. فقد نتجاوز عن فارق عمر كبير بعض الشئ، ولكن لا تتجاوز عن فارق تعليمى واجتماعى بأن واحد.
أخيراً ينبغى أن نلتفت إلى ملاحظة مهمة.. إن إختيار شريك الحياة ليس إلا بداية لمرحلة طويلة من الإكتشاف المستمر لشخصية الآخر، والتكيف الدائم مع طباعه من خلال التفاهم والتنازل عن "تحيزاتى" حباً بالآخر الحب الذى يحتمل كل شئ، ويصبر على كل شئ (رسالة كورنثوس الأولى 13).. فإذا اعتبرنا أن الإختيار نقطة على خط الحياة الزوجية، فإن عملية الإكتشاف المستمر لشريك الحياة هى خط الحياة الزوجية كلها، وبدونها لا يتحقق نجاح الحياة العائلية
كثيراً ما يتساءل المقبلون على الزواج "كم يكون الفارق المثالى فى العمر بين الخطيبين؟" أو "هناك فارق تعليمى كبير بيننا فهل أوافق؟" أو "هى من عائلة أرستقراطية وأنا نشأت فى بيئة شعبية فهل يتناسب زواجنا".
ليس لمثل هذه الأسئلة ردود محددة، فلا يمكن -مثلاً- أن نقرر مدى عمرياً معيناً بين الخطيبين يصلح أن يطبق فى كل حالات الإرتباط إنما هناك مقاييس عامة فى الإختيار من بينها فارق السن.
مقاييس الإختيار الزيجى:
أ- مقاييس داخلية:
1- حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسى المتبادل.
2- حد أدنى من التناسب فى الطباع.
3- حد أدنى من الإتفاق على قيم أخلاقية أساسية.
4- حد أدنى من الإتفاق على أهداف مشتركة فى الحياة.
5- حد أدنى من التناسب الروحى.
ب- مقاييس خارجية:
1- الخصائص الجسمانية.
2- التناسب فى العمر.
3- التناسب فى المستوى الثقافى والتعليمى.
4- التناسب فى المستوى الاجتماعى.
5- الإمكانات الإقتصادية اللازمة لإتمام الزواج.
ويأتى القرار المناسب نتيجة للمحصلة النهائية لهذه المقاييس مجتمعة، ولكى يتمكن كل من الخطيبين من التأكد من صلاحية كل منهما للآخر ينبغى أن يأخذ فى الإعتبار الاحتياطات التالية:
1- الوضوح مع النفس: وبالتالى الصراحة التامة مع الآخر والمكاشفة المتبادلة بلا تمثيل، ولا تزييف للحقائق ولا إخفاء لأمور لها علاقة بحياتهما المشتركة المقبلة.
2- إتاحة فرصة كافية للتعرف: كل واحد على طباع الآخر عن قرب من خلال الأحاديث، والمواقف والمفاجآت المختلفة، وهذا يتطلب أن تكون فترة الخطبة كافية، بلا تسرع ولا تعجل.
3- الإستعداد المتبادل لقبول الآخر المختلف: "عنى" والتكيف على طباعه حتى لو استلزم ذلك "منى" التنازل عن أمور أفضلها ولا تروق له، أو تعديل سلوكيات وإتجاهات تعوقنى عن التفاهم معه والتلاقى به.. هذا هو أهم احتياط يؤخذ فى الإعتبار من أجل زواج ناجح.
4- تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة: حيث العاطفة الرومانسية خيالية، وتلتمس العذر لكل العيوب حتى الجوهرية منها، وتؤجل تصحيح الإتجاهات الخاطئة، وتضعف الإستعداد للتغير إلى الأفضل، فالعاطفة غير المتعقلة توهم الخطيبين بعدم وجود أية إختلافات، وتصور لهما استحالة حدوث أية مشكلات مستقبلية.
لو وضع كل خطيبين فى إعتبارهما هذه الإحتياطات الأربعة أو دربا نفسيهما على العمل بها، ثم أعادا النظر إلى المقاييس السابقة لصارت الرؤية أكثر وضوحاً، ولأختفى التردد فى صنع قرار الإرتباط (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فمن كان لديهما استعداد قبول الاختلافات والتكيف عليها أمكنهما تحقيق التناسب الكافى الذى يؤدى غيابه إلى أغلب الخلافات الزوجية.
أما بقية المقاييس الداخلية الأخرى فيمكن اكتشافها بغير صعوبة مادام هناك الوضوح، والفرصة الكافية، والعقل الواعى، حيث يمكن بلا عناء التعرف على وجود قيم وأهداف مشتركة، أما التناسب الروحى فهذا أمر يمكن إكتشافه أيضاً من خلال المواقف المختلفة، ويمكن أيضاً أن يجتذب أحدهما الآخر للمسيح فيكون الزواج سبب خلاص مشترك.
المقاييس الداخلية للإختيار -إذن- تشكل الأساس الراسخ للزواج، ولكن لا ينبغى أن نتجاهل المقاييس الخارجية: فكلما كان السن متقارباً كلما كان ذلك أفضل ولكن ليست هذه هى القاعدة الثابتة، إذ تلعب ديناميكية الشخصية دورها المهم، فتوجد شخصيات قادرة على تجاوز فارق السن، وشخصيات أخرى قد أصابتها شيخوخة نفسية مبكرة برغم صغر السن.. فالعبرة -إذن- بفاعلية الشخصية. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
كذلك كلما كان هناك تقارب فى المستوى التعليمى كلما كان ذلك مفضلاً، ولكن هناك شخصيات ذات مستوى تعليمى أقل، ولكنها قادرة على تعويض نقص التعليم بمضاعفة التثقيف الذاتى، بينما هناك شخصيات أخرى متعلمة ولكنها غير قادرة على التفكير السليم والحوار الفعال، والنظرة الموضوعية للأمور، فالعبرة -إذن- بفاعلية الشخصية.
كذلك يفضل أن يكون المستوى الاجتماعى والاقتصادى بين الشريكين متقارباً حيث يمكن للعائلتين التعامل بحرية مادام المستوى متناسباً، ولكن العبرة بمدى الحب الحقيقى بين الزوجين حيث يتجاوز الحب كل الفوارق الإجتماعية، ولكن زيجات من هذا النوع قد تتحداها صعوبات فى التعامل بين العائلتين كلما كانت الفجوة كبيرة بين الطرفين.
والخلاصة أنه يجب على المقبلين على الزواج التأكد من توافر المقاييس الداخلية، مع أغلب المقاييس الخارجية من أجل زواج ناجح.. وبرغم أن المحبة واستعداد قبول الآخر كما هو، ومن حيث هو، تتجاوز الفجوات، وتصالح المتناقضات، إلا أنه لا يفضل ضياع التناسب فى أكثر من مقياس خارجى واحد.. فقد نتجاوز عن فارق عمر كبير بعض الشئ، ولكن لا تتجاوز عن فارق تعليمى واجتماعى بأن واحد.
أخيراً ينبغى أن نلتفت إلى ملاحظة مهمة.. إن إختيار شريك الحياة ليس إلا بداية لمرحلة طويلة من الإكتشاف المستمر لشخصية الآخر، والتكيف الدائم مع طباعه من خلال التفاهم والتنازل عن "تحيزاتى" حباً بالآخر الحب الذى يحتمل كل شئ، ويصبر على كل شئ (رسالة كورنثوس الأولى 13).. فإذا اعتبرنا أن الإختيار نقطة على خط الحياة الزوجية، فإن عملية الإكتشاف المستمر لشريك الحياة هى خط الحياة الزوجية كلها، وبدونها لا يتحقق نجاح الحياة العائلية
الجمعة، 11 أكتوبر 2013
فيلم الأنبا بولا أول السواح
فيلم الانبا بولا اول السواح
http://www.youtube.com/watch?v=c-IwJBmDVgM
كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالزاوية الحمراء تقدم
قصة حياة القديس الأنبا بولا أول السواح
ولد في مدينة الإسكندرية حوالي سنة 228 م. ولما توفي والده ترك له ولأخيه الأكبر بطرس ثروة طائلة، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث. إذ اشتد بينهما الجدل أراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء. في الطريق رأى جنازة لأحد عظماء المدينة الأغنياء، فسأل نفسه إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئًا من أمور هذا العالم، فاستتفه هذه الحياة الزمنية والتهب قلبه بالميراث الأبدي، لذا عوض انطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالبًا الإرشاد الإلهي.
ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). عاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل، وكان الرب يعوله ويرسل له غرابًا بنصف خبزة كل يوم، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحيانًا، ويرتوي من عين ماء هناك.
لقاء مع الأنبا أنطونيوس:
ظن القديس أنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البراري، فأرشده ملاك الرب بأن في البرية إنسانًا لا يستحق العالم وطأة قدميه؛ من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطرًا.
إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي انطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معًا، وقد ناداه أنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة، فقال الأنبا بولا: "الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا."
في نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت انحلاله قد قرب. رجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية، وإذ أحضر الحلة وعاد متجهًا نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ.
بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة فوجد الأنبا بولا جاثيًا على ركبتيه، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلاً ثم اقترب منه فوجده قد تنيح، وكان ذلك في الثاني من أمشير (سنة 343 م). بكاه متأثرًا جدًا، وإذ صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا، ثم دفنه وهو يصلي.
حمل الأنبا أنطونيوس ثوب الليف الذي كان يلبسه القديس وقدمه للأنبا أثناسيوس الذي فرح به جدًا، وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، وقد حدثت عجائب من هذا الثوب.
تحّول الموضع الذي يعيش فيه القديس إلى دير يسكنه ملائكة أرضيون يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)