العذراء التى فاقت الجميع
" بنات كثيرات عملن فضلاً ، أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعاً " ( أمثال 31 : 29 )
+
نحتفل اليوم بعيد صعود جسد الطوباوية أم النور ، إلى الفردوس ، كما رآه
الرسل ، بناء على طلبهم بعد صومهم ، إذ لم يكن من المعقول أن يبقى هذا
الجسد الطاهر – الحامل لجوهر اللاهوت – فى بطن الأرض ، ليأكله الدود ،
كباقى البشر .
+
وكان له المجد قد سبق وأخبر أمه البتول بموعد نياحتها السعيدة ، فاستعدت
للرحيل لعالم المجد ، وصعدت روحها الطاهرة فى الوقت المحدد ، مع جوقة من
الملائكة المرنمين لها .
+
أما عن النبوة السابقة التى جاءت فى سفر الأمثال ، فقد تنبأ بها سليمان
الحكيم ، عن السيدة العذراء ، وعن تفوقها فى الفضائل عن الملائكة وكل
البشر ، كما يلى :
1 – فاقت الصديقين ( الأبرار ) :
+ فقد اقتنت الفضيلة منذ سن الرابعة ، بعبادتها الدائمة فى الهيكل .
+
وإذا كان كل قديس قد اشتهر بفضيلة مُعينة ، أما مريم العذراء فقد جمعت كل
الفضائل ، من محبة واتضاع وإيمان وعمل خير ، وصمت وصبر وشكر ، وسخاء
وحكمة ، وتسبيح دائم ..... الخ .
2 – فاقت الشهداء :
+ لأنها تألمت فى رحلة الآلام البدنية والنفسية الحادة ( لو 2 : 35 ) ورأت ما جرى لأبنها الحبيب يسوع الفادى ، من ضرب وأهانة وصلب .
3 – فاقت الأنبياء :
+ لأنهم رأوا الخلاص من بعيد – بالإيمان – أما هى فقد عاشته فعلاً .
4 – فاقت الملائكة :
+
فى حملها فى بطنها مُخلص العالم ، بالإضافة إلى أنها تغلبت فى جهادها مع
النعمة ، بينما الملائكة لا يُجاهدون لأجل طبيعتهم النورانية فى الأصل ،
ولأنها قدمت العبادة لله منذ طفولتها ، مما يفوق عمل الملائكة ، التى
تُعتبر العبادة لله شيئاً طبيعياً ، بالنسبة لهم ، بينما اكتسبته أم النور
بجهادها مع النعمة .
5 – فاقت البشر فى رؤية رئيس ملائكة :
+
وقد امتدحها جبرائيل على ما بها من نعمة عظيمة " ممتلئة نعمة " وعلى باقى
صفاتها ، وعلى إيمانها بكلامه ، رغم صعوبته ( عذراء تلد ) .
6 – متفوقة فى لسانها الروحى :
+ فى التسبيح + فى الصمت والتأمل + وفى خدمة المسيح وشعبه بعد صعوده .
7 – متفوقه فى حكمتها :
+
كما ظهرت فى حوارها المنطقى مع الملاك غبريال ، ولهذا تحاور معها ، وشرح
لها ما سيحدث بخصوص موضوع التجسد الإلهى والخلاص ، على نقيض ما جرى فى
حواره مع زكريا الكاهن .
8 – متفوقة فى محبتها ورحمتها واتضاعها :
+
ذهابها لخدمة قريبتها أليصابات العجوز ، فور علمها بأنها حُبلى فى
شيخوختها ( لو 1 : 36 ) ، ورغم أن أم النور كانت هى أيضاً حُبلى فى الشهور
الأولى ، وهى أصعب من الشهور الأخيرة .
+ ومتفوقة فى فعل الخير للغير سراً ، كما ذكره التقليد .
9 – متفوقة فى شفاعتها :
+ ظهرت شفاعتها القوية ، لدى إبنها الحبيب يسوع المسيح ، خلال عُرس قانا الجليل ( يو 2 : 4 ) وفى إخراج القديس متياس من السجن .
+ كما تفوقت فى نياحتها ، وبعد نياحتها السعيدة ، حسب التقليد .
+ بركة صلواتها وشفاعتها تكون معنا جميعاً ، آمين .